عرب وعالم

المركز السويدي لتنمية اللاجئين يحذر من كارثة إنسانية في مركز إيواء يوناني

صوت الأمم

حذر المركز السويدي لتنمية اللاجئين من تدهور خطير وغير مسبوق في الأوضاع الإنسانية لأكثر من ألف مهاجر مصري محتجزين داخل أحد مراكز الإيواء في اليونان، بعد تلقيه شكاوى موثّقة واستغاثات متكررة من داخل المركز تشير إلى تردي الظروف المعيشية وانعدام الخدمات الأساسية بصورة تهدد حياة المحتجزين.

وأكد المركز، في تقريره الصادر اليوم، أن الوضع داخل مركز الإيواء قد وصل إلى مستوى “الكارثة الإنسانية”، حيث يعاني المحتجزون من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى غياب الرعاية الصحية الأساسية، وتكدس شديد داخل الغرف، ما يجعل البيئة الداخلية غير صالحة للعيش الآدمي بأي شكل من الأشكال.

4 حالات انتحار… والضغوط النفسية تتفاقم

وأشار المركز السويدي لتنمية اللاجئين إلى تلقيه إفادات موثوقة حول وقوع أربع حالات انتحار خلال الأسابيع الماضية داخل المركز، في مؤشر خطير على حجم الضغوط النفسية التي يتعرض لها المهاجرون.
وأوضح التقرير أن الضحايا كانوا يعانون من الإحباط الشديد وانعدام الأمل نتيجة طول فترة الاحتجاز، وغياب أي برامج دعم نفسي أو اجتماعي، إضافة إلى الانتهاكات التي يتعرضون لها بشكل يومي.

حرمان من التواصل واتهامات بسوء المعاملة

وأضاف التقرير أن العديد من المحتجزين أفادوا بأنهم محرومون من التواصل مع أسرهم في مصر، بسبب القيود المفروضة على استخدام الهواتف ووسائل الاتصال.
كما وصلت إلى المركز شكاوى تتعلق بـ سوء المعاملة داخل المركز، بما يشمل الصراخ المستمر، والإهمال، وغياب الاحترام في التعامل، في ظل غياب رقابة حقوقية مستقلة على سير الأوضاع داخل المكان.

تدهور صحي وانتشار للأمراض

وحذر المركز من وجود مؤشرات مقلقة بشأن تدهور الوضع الصحي للمهاجرين، حيث تنتشر الأمراض الجلدية بسبب انعدام النظافة، فيما يعاني آخرون من الحمى والتهابات حادة دون توافر أي رعاية طبية مناسبة.
كما رصد التقرير انتشار القمامة داخل المركز وغياب أي جهود جدية للحفاظ على النظافة أو تحسين جودة الغذاء، الذي وصفه المحتجزون بأنه “غير كافٍ ولا يصلح للاستهلاك”.

مناشدة عاجلة للحكومة اليونانية والاتحاد الأوروبي

وطالب المركز السويدي لتنمية اللاجئين السلطات اليونانية بفتح تحقيق فوري في ظروف الاحتجاز وملابسات حالات الانتحار، والسماح لفرق إنسانية وحقوقية بالدخول إلى المركز وتقييم الوضع ميدانيًا.
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية المهاجرين وضمان التزام الدول الأعضاء بمعايير حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز.

رسالة المهاجرين من الداخل: “نعيش الموت يوميًا… أنقذونا”

وأشار المركز إلى حصوله على رسائل صوتية وشهادات مباشرة من محتجزين يصفون فيها الوضع بأنه “لا يصلح للحياة”، مؤكدين أن استمرار احتجازهم بهذه الطريقة يدفع الكثيرين نحو اليأس، وأن خطر وقوع حوادث جديدة يبقى قائمًا ما لم يتم التحرك الفوري

وأكد المركز السويدي لتنمية اللاجئين أنه مستمر في مراقبة الوضع والتواصل مع الجهات المختصة، ودعا المنظمات الدولية والإقليمية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة المحتجزين ووضع حد لمعاناتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى