عرب وعالم

الوصادي : اليمن تشيد بالمبادرة العربية للبحث العلمي… والوصادي: المعرفة جسر عبورنا من الحرب إلى المستقبل

أيمن عامر

شاركت الجمهورية اليمنية في الاجتماع العربي الرفيع الذي احتضنته جامعة الدول العربية بالقاهرة لإطلاق مبادرة “التضامن من أجل المستقبل لدعم البحث العلمي في الدول العربية المتأثرة بالنزاعات”، حيث قدّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد أحمد الوصادي كلمة أكّد فيها أهمية التحرك العربي الموحد لدعم التعليم في الدول المتضررة.

وأوضح الوصادي أن هذه المبادرة تأتي في لحظة فارقة تمر بها المنطقة العربية، مشيرًا إلى أنها تعبّر عن المسؤولية المشتركة والتضامن العربي العملي الذي يجسده “اتحاد مجالس البحث العلمي العربية”. واعتبر أن المبادرة تشكل تجسيدًا لأسمى قيم الأخوة والتكافل في وجه التحديات المتصاعدة منذ مطلع القرن الحالي.

العلم… رسالة حياة في زمن الحرب

 

ووصف الوصادي اللقاء بأنه «صرخة وعي» موجهة للدول التي تشهد صراعات مسلحة، وبأنه «ضوءٌ صغير في محيطٍ يثقُل بالحروب والأزمات». وأضاف أن هذه المبادرة تمثل تأكيدًا على أن العلم لا يخضع للحصار ولا يموت تحت القصف، وأن بناء المستقبل يبدأ من قاعة الدرس ومختبر الباحث.

اليمن تدفع أثمان الحرب… والتعليم أكبر الضحايا

 

وفي استعراضه لواقع بلاده، قال الوصادي إن اليمن يعيش حربًا ممتدة منذ عقد كامل «أتت على الأخضر واليابس»، مخلفة دمارًا هائلًا في مؤسسات الدولة ونزوحًا واسعًا في صفوف المدنيين. وأكد أن قطاع التعليم والبحث العلمي كان الأكثر تضررًا، بعد أن فقدت الجامعات ومراكز الأبحاث بنيتها الأساسية وتعرض كثير من طلابها وأساتذتها للحصار والخطر.

وأوضح أن اليمن خسر الآلاف من شبابه الذين كان من المفترض أن يكونوا ركيزة للبناء العلمي، مضيفًا:
“بعض الأسماء التي تُعلّق اليوم على لوحات الشرف في كلياتنا… نالت شهادتها وهي في العالم الآخر.”

 

هجرة الكفاءات… استنزاف للعقول

 

وأشار الوصادي إلى أن الحرب دفعت الكثير من الكفاءات اليمنية النادرة للهجرة، الأمر الذي حرم المؤسسات التعليمية من خبرات استثمرت فيها الدولة طويلًا. وأكد أن «قاعات الدراسة كانت تتعرض للقصف، بينما كان الأساتذة والطلاب يصرون على استكمال يومهم الجامعي رفضًا لثقافة الجهل».

 

رغم الركام… خطوات نحو البناء

 

ورغم حجم الدمار، أوضح الوزير أن اليمن تمكن من تأسيس عدد من الجامعات الجديدة، من بينها جامعة لحج وجامعة المهرة وجامعة إقليم سبأ، إلى جانب توسع في الجامعات الخاصة والمعاهد الفنية. وأضاف أن جهودًا واسعة تُبذل حاليًا بدعم من السعودية والإمارات والكويت لإعادة تأهيل البنية الجامعية وإطلاق مشاريع تطويرية تهيئ لمرحلة إصلاح أكبر.

دعوة لتعزيز دعم اليمن عبر المبادرة العربية

 

وفي ختام كلمته، شدد الوصادي على أن المبادرة التي أطلقتها جامعة الدول العربية تشكل منصة تعاون حقيقية يمكن البناء عليها لمساندة الدول التي تواجه أزمات، مؤكدًا أن اليمن بحاجة إلى دعم عربي أكبر لاستعادة مؤسساته التعليمية ودفع مسيرة البحث العلمي نحو التعافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى