تامر عبد القادر يكتب : من مفيض توشكى لواحات الوادي.. معركتي القادمة

بقلم – تامر عبدالقادر
مفيض توشكى لم يعد مجرد حدث طبيعي عابر، بل أصبح علامة فارقة تؤكد قدرة مصر على تحويل التحديات إلى فرص تاريخية.
هذا المفيض هو الحلم الذي لم ننتظره، وعشناه فجأة بعدما أمضينا سنوات نتحدث عن «سنوات العجاف» وخطر الجفاف المتوقع منذ بناء سد النهضة الإثيوبي.
وبينما انشغل الكثيرون بترقّب الأسوأ، كانت رؤية الرئيس السيسي أبعد من كل التوقعات، فوجّه بإنشاء نهر صناعي واتخاذ إجراءات استباقية لاستيعاب فيضان محتمل، فجاءت نتائج طيبة أثبتت أن التخطيط المسبق سر النجاة.
وبعدما شهدت السنوات الأخيرة تدفقًا للمياه من مفيض توشكى إلى بحيرة باريس بالوادي الجديد، لتدب الحياة في أرض طال عطشها، وتُقام آلاف الأفدنة الجديدة التي تعيد تشكيل الخريطة الزراعية.
وهذا الإنجاز يفتح الباب أمام استفهام هو الأكثر أهمية، لماذا لا نُكمل الحلم؟!، لماذا لا تمتد مياه المفيض عبر نهر صناعي يصل الخارجة والداخلة وبلاط والفرافرة، لتعويض أهالينا المزارعين عن جفاف الآبار الجوفية، ويعيد الحياة إلى أراضٍ كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت؟
وهذا المشروع لن يكون مجرد اقتراح، بل قضية أتبناها، وسأسعى بكل قوة وما أملك من أدوات تشريعية وشعبية لإقناع الحكومة بتنفيذه.
فلن أتراجع عن المطالبة به، ولن أقبل أن يظل حلّ أزمة المياه حلمًا مؤجلاً، فأهل الوادي الجديد يستحقون أن تصلهم مياه النيل، وأن تعود الروح إلى أراضيهم التي قدّمت الكثير وضحّت أكثر.
فلا مستحيل مع الإرادة، ولا حدود لطموح شعب يؤمن بأن الله يحفظ هذا البلد الأمين.
ومفيض توشكي ليس نهاية الحلم بل بدايته، أما الخطوة القادمة فهي تحويل مياه المفيض إلى شريان حياة يصل إلى كل واحات الوادي الجديد.




