أبو الغيط: أطفال غزة وشبابها فقدوا كل شيء في المحرقة الإسرائيلية

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أطفال غزة وشبابها فقدو كل شيء في هذه المحرقة الإسرائيلية، وفقدوا البيت الآمن والمدرسة والمستشفى.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة العادية 47 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة وزير الشباب بالمملكة الأردنية الهاشمية محمد سلامة فارس النابلسي.
حضر الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب، والأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل اّل سعود وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية – رئيس الدورة العادية “46” لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.
وتابع: فقدوا كل ما هو حقٌ لهم في هذه السن من تعليم ورياضة وتثقيف وكأن الاحتلال بفعله هذا يسعى للقضاء على المستقبل بتقويض دعائم المجتمع وتحطيم قواه النابضة والواعدة ممثلة في الشباب والأطفال.
ولفت إلى أن الصدمات التي عاشها العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا ومن بعدها من أزمات، فرضت المزيد من التحديات والأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الشباب من الأجيال الجديدة في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في البلدان النامية، وخلقت شعوراً عاماً بعدم الاستقرار وانعدام الأمان والخوف من المستقبل.
وقال أبو الغيط إن مثل هذه الأزمات العالمية تتطلب من كافة الجهات المعنية بالشباب التعامل السريع والمرن مع احتياجاتهم المتزايدة والمتغيرة، في التعليم والتدريب والتوظيف، وغير ذلك من المناحي مثل الثقافة والرياضة.
وتابع: لقد لمست مدى حرص مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب على تحديث وتطوير جدول أعماله بشكل مستمر ليتناسب مع احتياجات الشباب العربي ويواكب قضايا الساعة في مجالات العمل الشبابي والرياضي.
وأشاد أبو الغيط، بما قام به المجلس من أنشطة شبابية متنوعة التي تهدف إلى تنمية مهارات وبناء قدرات الشباب العربي وتعزيز ثقافة التفاهم والحوار لديهم، وترتكز حول القضايا المُلحة مثل السلام والأمن، والتنمية المستدامة، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي، واحتياجات سوق العمل، وريادة الأعمال بالإضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات التي تصدرت الأجندة الدولية مؤخراً، ومن بينها تغير المناخ، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي.
وأشار على نحو خاص إلى الانتهاء من إعداد الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن، والتي اعتمدها المجلس في دورته الاستثنائية بتاريخ 19/9/2023، وهي الوثيقة الأولى من نوعها على المستويات الإقليمية.
كما تم وضعها لتكون خارطة طريق لتنفيذ أجندة الشباب والسلام والأمن وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة في المنطقة العربية، مذكرا في هذا الشأن، أن المجلس سيقوم برفع الاستراتيجية المشار إليها للقمة العربية القادمة في البحرين.
ثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، كافة الجهود التي يبذلها مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب للنهوض بقطاع الرياضة والتربية البدنية وتطوير التنشئة الرياضية، والتهيئة لأسلوب الحياة الصحي في مجتمعاتنا العربية، خاصة.
وتابع: أنه يركز اهتمامه على أوجه المجال الرياضي المختلفة مثل إعداد القيادات الرياضية، ورياضة المرأة، ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعداد الأبطال الرياضيين العرب، وكلها مجالات يستفيد منها الشباب العربي في أي مكان، وبغض النظر عما إذا كانوا أبطالا رياضيين أو مجرد ممارسين للرياضة.
وقال أبو الغيط لقد تابعت باهتمام فعاليات دورة الألعاب الرياضية العربية الخامسة عشر التي أقيمت بنجاح بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في عام 2023، وذلك بعد انقطاع دام لمدة 12 سنة، وأرى أن هذا التقليد المهم ينبغي أن يستمر، فهو يغرس في الشباب العربي روح المنافسة الشريفة.
وقال أبو الغيط في كلمته، إننا جميعاً نتابع بحزن وغضب شديدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهلنا في قطاع غزة، خلال أربعة أشهر من المذابح الوحشية، قتل الاحتلال من الأطفال والصحافيين والعاملين بالأمم المتحدة ما يفوق أعداد ما قُتلوا في أي نزاع آخر معاصر.
ولفت إلى أن ذلك لا يكشف فقط عن وحشية الاحتلال وتجاوزه لأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق وإنما يكشف أيضاً عن أزمة ضمير كبرى يعانيها المجتمع الدولي، وبخاصة الدول التي تتبنى مبادئ حقوق الإنسان وترفع لواءها، ثم نراها اليوم لا تكتفي بالصمت والعجز عن وقف هذا العدوان، وإنما تبادر إلى دعم الجلاد وبلا خجل ومن دون أي اعتبار للضحايا.
وأضاف أبو الغيط، هؤلاء الضحايا يمثل الشباب والأطفال أغلبيتهم الكاسحة لأن فلسطين وغزة بالتحديد، مجتمع شاب وأيضاً لأن الاحتلال لا يعترف بقوانين الحرب، ولا يلقي بالاً للقانون الدولي الإنساني.
ويجد في النهاية وللأسف الشديد ومن يمنحه الغطاء السياسي، والضوء الأخضر ليواصل العدوان، هكذا وقف الفيتو الأمريكي، مرة بعد مرة، حائلاً دون استصدار قرار من مجلس الأمن بوقف فوري دائم وليس مؤقتاً لإطلاق النار.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك، آثر هؤلاء الشباب الصمود والتمسك بحقهم في الحياة، ولقد شاهد العالم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كيف قاموا، ومنهم أطباء وكوادر طبية ودفاع مدني ومتطوعين، بأدوار بطولية على مدار شهور تَجلت في عمليات الإنقاذ والإغاثة ومساعدة النازحين، ولا ننسى ما قام به الشباب من المصورين والصحفيين والإعلاميين في تغطية الأحداث وتوثيقها ونشرها للعالم رغم كل المخاطر المحيطة بهم.
وتابع: أقول بصدق أن التاريخ سيُخلد قوة وبسالة الشباب الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته، وإنني على ثقة من أن جيلاً جديداً سيخرج من رحم هذه الأزمة أشد إيماناً بالقضية وبالمستقبل، ودورنا ومسئوليتنا وفي كافة مؤسسات العمل العربي المشترك وأن نحتضن هذا الجيل ونعزز صموده ونساعده على اجتياز هذه المحنة إلى المستقبل الذي لا يمكن أن يقدر الاحتلال – مهما بلغ من الجبروت والبطش وعلى حرمان أبناء فلسطين منه.