
صوت الأمم
في يوم الاثنين 9 يونيو 2025، تعيش الولايات المتحدة الأمريكية حالة من الغليان الشعبي غير مسبوقة، حيث اندلعت موجة احتجاجات عارمة في عدة ولايات، أبرزها كاليفورنيا وتكساس، اعتراضًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب في مجال الهجرة.
أمريكا على صفيح ساخن: موجة احتجاجات جديدة تهز البلاد
لوس أنجلوس كاليفورنيا 9 يونيو 2025
في مشهد يعيد إلى الأذهان احتجاجات عام 1994 ضد قانون “بروبوزيشن 187” الذي كان يهدف إلى حرمان المهاجرين غير الشرعيين من الخدمات العامة تشهد الولايات المتحدة اليوم موجة احتجاجات جديدة في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، اعتراضًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب في مجال الهجرة
تصعيد الموقف نشر الحرس الوطني
في خطوة تصعيدية، أمر الرئيس ترامب بنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس وهي المرة الأولى منذ 60 عامًا التي يتم فيها نشر قوات اتحادية دون طلب من الحاكم قوبل هذا القرار بانتقادات شديدة من قبل المسؤولين المحليين في كاليفورنيا حيث وصفه حاكم الولاية غافين نيوسوم بأنه غير دستوري وأعلن عن عزمه رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية.
ردود الفعل السياسية و انقسام حاد
قوبل قرار ترامب بنشر الحرس الوطني بانتقادات شديدة من قبل المسؤولين المحليين في كاليفورنيا وصف حاكم الولاية، غافين نيوسوم، هذا القرار بأنه غير دستوري وأعلن عن عزمه رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية من جهة أخرى دافع مسؤولو إدارة ترامب عن المداهمات مؤكدين أنها تستهدف المجرمين الخطيرين مثل أفراد العصابات والمعتدين الجنسيين المدانين
خلفية تاريخية
لم تكن هذه الاحتجاجات وليدة اللحظة بل هي امتداد لسلسلة من التوترات التي بدأت منذ بداية ولاية ترامب الثانية في يناير 2025 ففي اليوم الأول من ولايته وقع ترامب على الأمر التنفيذي رقم 14159 الذي حمل عنوان “حماية الشعب الأمريكي من الغزو” والذي شمل إجراءات صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين مثل الترحيل الجماعي وفرض عقوبات على المدن التي تُعتبر “ملاذًا آمنًا” للمهاجرين، وتوسيع صلاحيات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ، ولكن في فبراير 2025، شهدت البلاد احتجاجات واسعة تحت شعار “يوم بدون مهاجرين”، حيث أغلقت العديد من الشركات أبوابها وخرج الآلاف إلى الشوارع للتنديد بسياسات الترحيل ، و بدأت الاحتجاجات الحالية في مدينة لوس أنجلوس يوم 6 يونيو 2025، بعد تنفيذ مداهمات من قبل ICE في أحياء ذات كثافة سكانية مهاجرة أسفرت عن اعتقال العشرات ردًا على ذلك خرج المتظاهرون إلى الشوارع حاملين لافتات تطالب بإلغاء وكالة ICE وتندد بسياسات الترحيل ، لكن لم تقتصر الاحتجاجات على لوس أنجلوس فقط بل امتدت إلى مدن أخرى مثل سان فرانسيسكو وباراماونت، وكومبتون .
التداعيات المستقبلي
تشير التطورات الحالية إلى أن الاحتجاجات قد تستمر وتتسع في الأيام المقبلة خاصةً مع تصاعد التوترات بين الحكومة الفيدرالية والولايات كما أن هذه الاحتجاجات قد تؤثر بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث يُتوقع أن تكون قضية الهجرة من أبرز الملفات التي سيُناقشها المرشحون
تُظهر الاحتجاجات الحالية في الولايات المتحدة أن قضية الهجرة ليست مجرد مسألة قانونية أو سياسية بل هي قضية إنسانية تمس حياة الملايين مع تصاعد التوترات يبقى السؤال هل ستنجح الولايات المتحدة في إيجاد حلول عادلة وشاملة لهذه القضية أم أن الاحتجاجات ستظل تتصاعد حتى إشعار آخر