عرب وعالم

استمرار المجازر في غزة وسط تفجيرات وأوضاع مأساوية

عبدالرحمن ابودوح 

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، ارتكاب المجازر في عدة مناطق بقطاع غزة، مع تفجير عربات مفخخة في مدينة غزة، وسط ارتفاع متواصل في عدد الوفيات نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية. في الوقت ذاته، شددت الأمم المتحدة على أن الحديث عن وجود مناطق آمنة في جنوب غزة بات “مهزلة” لا تعكس الواقع المرير للسكان.

حصيلة القتلى والجرحى

قُتل 25 فلسطينياً على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر يوم الجمعة، منهم 16 في مدينة غزة التي تستهدفها إسرائيل بهدف احتلالها وتهجير سكانها. وأصيب عشرات آخرون جراء القصف الجوي والمدفعي الذي ينفذه الاحتلال، في إطار ما تصفه تقارير بإبادة جماعية مستمرة منذ عامين.

وسُجلت غارات استهدفت مركبات وخيام نازحين ومنازل ومجموعات مدنية في مناطق مختلفة من مدينة غزة، كما استشهد سبعة فلسطينيين وأصيب آخرون إثر قصف خيام النازحين في منطقة الميناء غرب المدينة. وفي حي الرمال استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، كما سقط شهيدان في مخيم الشاطئ إثر استهداف مواقع للنازحين.

أما في حي الصبرة جنوبي غزة، فقتل ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال بعد استهدافهم بطائرة مسيرة في شارع المغربي. كما قام الجيش الإسرائيلي بتفجير مبانٍ سكنية بواسطة عربات مفخخة في مناطق متعددة من المدينة بينها الصبرة والنصر ومخيم الشاطئ، إضافة إلى منطقتي المخابرات والكرامة شمال غرب، وشرق شارع الجلاء. وترافق ذلك مع قصف مدفعي وإطلاق نار عشوائي من مسيرات وآليات الاحتلال.

خطة الاحتلال وتوسع الهجمات

في 8 أغسطس الماضي، أقرّت الحكومة الإسرائيلية خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءًا بمدينة غزة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني. وبعد ثلاثة أيام من الإعلان، شن الجيش الإسرائيلي هجومًا واسعًا تضمن تدمير منازل وأبراج وممتلكات مدنية، وقصف مستشفيات وتنفيذ عمليات توغل.

وتوسعت الغارات لتشمل وسط القطاع، حيث استهدفت مدينة دير البلح ومخيم النصيرات، مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين على الأقل وإصابة آخرين. كما تعرضت مناطق شرق دير البلح لقصف عنيف.

وفي خان يونس جنوب القطاع، قتل سبعة فلسطينيين جراء غارات استهدفت تجمعًا مدنيًا في شارع جلال وثانية استهدفت مركبة في شارع 5، بالتزامن مع تفجير عربات مفخخة وسط المدينة.

ارتفاع وفيات التجويع

أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية الناتجة عن سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 457 فلسطينيًا، بينهم 152 طفلًا، منذ بداية أكتوبر 2023. وأشارت الوزارة إلى تسجيل 179 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية منذ إعلان المجاعة في أغسطس الماضي، منهم 37 طفلًا.

وتغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة منذ مارس 2023، مما منع وصول المساعدات الإنسانية الكافية، رغم وجود شاحنات إغاثة متكدسة على الحدود، وتسمح أحياناً بكميات محدودة لا تلبي الاحتياجات الأساسية، خاصة مع تعرض بعض الشاحنات للنهب.

تصريحات الأمم المتحدة ووضع السكان

أكدت الأمم المتحدة أن المناطق التي حدّدت إسرائيل للسكان في جنوب غزة ليست سوى “أماكن للموت”. وأوضح جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، أن فكرة وجود منطقة آمنة في الجنوب “مهزلة” نظراً للقصف المستمر والمدارس التي تحولت إلى ركام.

وأشار إلدر إلى أن المخيمات المكتظة مثل المخيمات في جنوب القطاع أصبحت من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وهي محرومة من أبسط مقومات الحياة، مثل الغذاء والمأوى والصرف الصحي. كما أشار إلى تعرض هذه المناطق للقصف عشرات المرات خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.

الوضع الصحي والإنساني الحرج

تواجه الأمهات والرضع في غزة ظروفًا صعبة بسبب نقص المواد الطبية والاكتظاظ في مستشفى ناصر جنوب القطاع، فيما قال ممثل منظمة الصحة العالمية إن النظام الصحي على وشك الانهيار مع بقاء 14 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل جزئياً. وأكد على وجود أعداد كبيرة من المرضى القادمين من مناطق الشمال، التي تشهد قصفًا مكثفًا.

إحصائيات رسمية

منذ 7 أكتوبر 2023، تسبب الهجوم الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا في مقتل 66,288 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 169,165 آخرين، بالإضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 457 شخصًا من بينهم 152 طفلًا.

زر الذهاب إلى الأعلى