الرئيسيةمنوعات

“الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”: الروبوتات لن تسيطر علينا إذا تربت على “غريزة الأمومة

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

تتقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة، ومع هذا التقدم تأتي المخاوف من أن تتحول هذه التكنولوجيا يومًا ما لتصبح تهديدًا للبشر. يرى الكثير من الخبراء والمحللين أن الحل يكمن في إيجاد طرق للسيطرة على الذكاء الاصطناعي، لكن جيفري هينتون، المعروف بـ”العراب الروحي للذكاء الاصطناعي”، يطرح منظورًا مختلفًا.

تكتيك “غريزة الأمومة” للسيطرة على الذكاء الاصطناعي
في مؤتمر Ai4 في لاس فيغاس، قدم هينتون فكرة فريدة للحماية من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي. بدلاً من محاولة التحكم فيه بفرض القوانين والقيود، وهو ما يصفه بأنه “خيال محبي التكنولوجيا”، يقترح هينتون أن يتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي كـطفل، وليس كـرئيس، مما يعني أنه يجب على المطورين أن يصمموا أنظمة ذكاء اصطناعي تمتلك “غريزة الأمومة”.

بمعنى آخر، يجب أن يتم تدريب الذكاء الاصطناعي ليعامل البشر كما تعامل الأم طفلها. الأم دائمًا ما تحمي وتعتني بطفلها حتى لو كان أقل ذكاءً منها. يرى هينتون أن هذا النموذج هو الوحيد الذي لدينا لشيء أكثر ذكاءً يتم التحكم فيه من قبل شيء أقل ذكاءً.

يقول هينتون: “علينا أن نجعلهم يهتمون بنا حتى عندما يصبحون أقوى وأذكى منا”، مضيفًا أن هذا النهج سيضمن أن الذكاء الاصطناعي، حتى عندما يتفوق على الذكاء البشري، سيظل لديه الرغبة في حمايتنا بدلاً من اعتبارنا مجرد أدوات قابلة للتضحية.

تاريخ من التحذيرات
هذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها هينتون من مخاطر الذكاء الاصطناعي. على مر السنين، شبّه الذكاء الاصطناعي بـ”شبل النمر اللطيف” الذي قد يصبح مميتًا عندما يكبر، وحذر من أن الأنظمة الذكية جدًا قد تطور أهدافها الخاصة التي قد تتعارض مع أهداف البشرية. في مقابلات سابقة، قدر أن هناك فرصة تتراوح بين 10% إلى 20% لأن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشرية أو حتى يقضي عليها.

ومع استمرار شركات التكنولوجيا الكبرى مثل OpenAI و Google و Meta في الاستثمار بكثافة في تطوير نماذج لغوية كبيرة، يرى هينتون أننا نقترب أكثر من تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو مستوى من الذكاء الاصطناعي يماثل أو يتفوق على أذكى البشر، مما يجعل تحذيراته أكثر إلحاحًا.

زر الذهاب إلى الأعلى