عرب وعالم

التعاون بين الصين وأفريقيا يغير خريطة الاقتصاد والتجارة العالمية

تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا فرص وتحديات في العصر الحديث

بقلم : خالد جادالله

العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأفريقية شراكة استراتيجية تتخطى الحدود وتعيد تشكيل مستقبل التنمية في القارة

على مدى السنوات الماضية، تحولت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا من مجرد تعاون تقليدي إلى شراكة استراتيجية عميقة تمتد إلى مختلف القطاعات الحيوية و هذا التحول الكبير جاء نتيجة رؤية مشتركة بين الطرفين تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز التكامل الإقليمي في أفريقيا، مع الاستفادة من القدرات الاقتصادية والتقنية الهائلة التي تمتلكها الصين.

النجاحات والتحديات

ويكتسب تاريخ 12 يونيو هذا العام أهمية خاصة كونه يشكل محطة بارزة لمراجعة النجاحات والتحديات في هذه الشراكة، وللتركيز على آفاق التعاون المستقبلي في ظل المشهد الجيوسياسي والاقتصادي العالمي المتغير.

 

الشراكة التي أعادت تعريف التعاون الدولي

بدأت العلاقات الصينية الأفريقية تتطور بشكل ملحوظ منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقة في عام 2000، والذي أصبح الإطار الرئيسي للتنسيق بين الجانبين  هذا المنتدى الذي يُعقد بشكل دوري يُمكن الدول الأفريقية من تبادل الخبرات والحصول على دعم مالي وتقني ضخم من الصين، سواء من خلال القروض الميسرة أو الاستثمارات المباشرة

 

شريكا تجاريا لأفريقيا

 

الصين لم تقتصر فقط على كونها شريكًا تجاريًا لأفريقيا بل أصبحت المستثمر الأول في العديد من القطاعات الحيوية مثل البنية التحتية التعدين الطاقة والاتصالات وفقًا للإحصاءات الأخيرة  تجاوز حجم التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا حاجز الـ 200 مليار دولار، وهو رقم يعكس عمق العلاقات وأهميتها الاستراتيجية

 

مبادرات ضخمة واستثمارات استراتيجية

 

على الصعيد الاستثماري نفذت الصين مشاريع كبرى في مختلف الدول الأفريقية، من بينها بناء خطوط السكك الحديدية عالية السرعة في كينيا وإثيوبيا التي ساهمت في ربط المدن والموانئ وتحسين حركة البضائع بشكل كبير بالإضافة إلى ذلك ساهمت الشركات الصينية في تطوير البنية التحتية للطاقة عبر إنشاء محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما دعم جهود أفريقيا في الانتقال نحو الطاقة النظيفة

 

القادة الأفارقة

 

في 12 يونيو، يحتفل العديد من القادة الأفارقة بتسليم مشاريع جديدة ممولة أو منفذة بالشراكة مع الصين، تعزز من قدرة القارة على تحقيق النمو الاقتصادي والتغلب على تحديات التنمية.

 

التجارة والتبادل التكنولوجي

 

لم تقتصر العلاقات على البنية التحتية فقط  بل توسعت لتشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار الصين تقدم الدعم الفني والتدريب المهني للشباب الأفريقي وتساعد في تطوير الصناعات المحلية من خلال نقل التكنولوجيا وتشجيع الشركات الأفريقية على الاعتماد على المصانع الصينية الحديثة

 

التبادل التكنولوجى

 

هذا التبادل التكنولوجي أدى إلى تأسيس مراكز بحث وتطوير مشتركة، فضلاً عن تعزيز التجارة في المنتجات عالية القيمة بدلاً من الاقتصار على المواد الخام فقط .

 

تحديات العلاقة والتطلعات المستقبلية

 

بالرغم من النجاحات اللافتة تواجه الشراكة الصينية الأفريقية عدة تحديات  منها المخاوف المتعلقة بديون بعض الدول الأفريقية التي زادت نتيجة التمويلات الصينية، والتي قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي إذا لم تتم إدارتها بحكمة كذلك هناك انتقادات متعلقة بالشفافية والحاجة إلى ضمان أن تكون المشاريع مستدامة بيئيًا واجتماعيًا .

 

فرص التعاون المستقبلية

 

غير أن هذه التحديات لا تنقص من فرص التعاون المستقبلية التي تبدو واعدة، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، التعليم، الصحة، والتكنولوجيا الرقمية. حيث يمكن للشراكة أن تلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى إليها أفريقيا بحلول 2030

 

شراكة تتخطى العلاقات الاقتصادية

 

تُظهر العلاقة بين الصين وأفريقيا نموذجًا فريدًا من التعاون الدولي القائم على المصالح المشتركة والتكامل الاستراتيجي في 12 يونيو يجتمع القادة وصناع القرار لتأكيد هذه الشراكة وتعزيزها مؤكدين أن مستقبل التعاون لا يقتصر على المنافع الاقتصادية فقط بل يمتد ليشمل التنمية البشرية والبنية التحتية والمعرفة ، مع استمرار الصين في تقديم الدعم والاستثمار وإفريقيا في تقديم الفرص والتطلعات يبقى المستقبل مليئًا بالفرص لتطوير شراكة نموذجية قد تُشكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ العلاقات الدولية والاقتصادية العالمية

زر الذهاب إلى الأعلى