الرئيسيةمنوعات

الفيلم الصيني “الأرض العزيزة” يضيء سماء مهرجان القاهرة السينمائي

 أيمن عامر 

 

شهد مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية عرض الفيلم الصيني الوثائقي «الأرض العزيزة»، الذي جاء ضمن الاختيارات الرسمية للدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وسط حضور كبير من الجمهور المصري والصيني.

وأعقب العرض ندوة موسعة نظّمها مركز الإبداع لمناقشة الفيلم وتسليط الضوء على رسائله الإنسانية والفنية.

 

وخلال الندوة، أكدت لانا أو شياو لان، منتجة الفيلم ونائبة مدير قناة CGTN العربية، أن مهرجان القاهرة السينمائي يُعد واحدًا من أبرز المهرجانات في الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيرة إلى أن تصوير الفيلم استغرق عامًا كاملاً من العمل المكثف والتعايش مع شخصياته الحقيقية، في مواقع الأحداث الفعلية، ما منح العمل صدقه وعمقه الإنساني.

 

وأشادت لانا بتطور العلاقات الثقافية والفنية بين مصر والصين، لاسيما مع احتفال البلدين بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية. وكشفت عن نيتها إنتاج فيلم جديد بمشاركة فنان مصري ليُعرض خلال الاحتفال بالعيد الوطني للبلدين.

 

من جانبها، أوضحت شوي وي، مخرجة الفيلم والمذيعة بقناة CGTN العربية، وجود تشابه كبير في الحياة الاجتماعية والأسرية بين الشعبين المصري والصيني، مؤكدة أن الثقافة تعد جسرًا للتقارب والتواصل بين الشعوب. ولفتت إلى أن «الأرض العزيزة» ليس أول تعاون لها في أعمال مشتركة، إذ سبقه فيلم «الأقنعة والكنوز» الذي حقق نجاحًا واسعًا.

 

أما حنان لي لي لي جيوان، مديرة العلاقات الدولية بالقناة، فأكدت أن مهرجان القاهرة السينمائي يشكل منصة مهمة لتعزيز التعاون الثقافي والفني بين البلدين، ويفتح آفاقًا جديدة للشراكة بين مهرجان القاهرة ومهرجان بكين السينمائي في المستقبل.

 

وأثنى الدكتور محمد محمود، الباحث في الاقتصاد السياسي، على قصة الفيلم وأجوائه البصرية، مشيرًا إلى أن الموسيقى الهادئة ومشاهد الأمطار أضفت دفئًا ولمسة إنسانية على التجربة.

كما وصف الإعلامي المصري عبد البصير حسن الفيلم بأنه ممتع وبسيط ويبعث على السلام النفسي، مشيرًا إلى التشابه الكبير بين القرى المصرية والصينية في روحها الاجتماعية وهدوئها.

 

بدوره، أشاد الإعلامي حازم شوقي من الهيئة الوطنية للإعلام بالديكور الطبيعي للفيلم واعتماده على مواقع تصوير حقيقية، مثنيًا على توظيف مشاهد تُبرز قيم الأسرة والتعايش، وكذلك الإشارة إلى المثل المصري الشهير: «اللي يشرب من ميّة النيل لازم يرجع لها تاني». واعتبر أن الفيلم يقدم نموذجًا لوحدة المجتمع الصيني واحترامه للتنوع الثقافي والديني.

 

موضوع الفيلم

 

تدور أحداث «الأرض العزيزة» في حي ليوشينغ بإقليم شينجيانغ، حيث تتجاور مبانٍ زرقاء وبيضاء تحتضن أبناء 13 قومية يعيشون بتناغم يومي بسيط.

نلتقي عبر الفيلم مجموعة من الشخصيات التي تجمعها روابط الإنسانية والانتماء:

 

تانار: شاب من قومية القازاق، يترك المراعي نحو المدينة بحثًا عن حلمه، فيواجه صعوبات الحياة الحديثة.

 

تشاو يويه: أم شابة تتقلب بين إرضاء الآخرين وبحثها عن ذاتها، لتجد شغفها في متجر الأزياء.

 

نور شاتي: سائق من قومية الويغور، يساعد زوجته على تجاوز ألم الفقد، ويجدان في دفء العائلة ما يخفف جراحهما.

 

الإمام ما بين: رجل من قومية هوي، يكرس حياته لخدمة مجتمعه ويخفي ندمًا صامتًا يسكن داخله.

 

يحمل الفيلم المشاهد في رحلة شاعرية عبر تعاقب الفصول وأصوات الحياة اليومية، ليكشف كيف تنساب قوة الحب والدعم بين أفراد الحي، وكيف يصبح المكان—بكل تنوعه—وطنًا دافئًا يحتضنهم جميعًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى