القاهرة تحتضن ملتقى عربياً حول الاستدامة العمرانية وصون الهوية التراثية برعاية الجامعة العربية

أيمن عامر
تنطلق غداً السبت 29 نوفمبر في القاهرة فعاليات ملتقى “مدن مستدامة بهوية عربية” والذي يستمر على مدار يومين، بتنظيم من اتحاد المهندسين العرب، وبالتعاون بين هيئة مكاتب ومؤسسات الهندسة الاستشارية العربية وهيئة المعماريين العرب، وذلك تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وتقام فعاليات الملتقى بمقر نقابة المهندسين المصرية.
ويشهد الملتقى مشاركة عدد من الشخصيات العربية البارزة، من بينهم الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، والدكتور عادل الحديثي الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب، وفائد مصطفى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، والمهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين المصريين، والمهندس عمار موسى كاظم أمين العاصمة العراقية بغداد، إلى جانب رؤساء النقابات الهندسية العربية ومجموعة من المسؤولين المصريين والعرب.
محاور الملتقى
وأوضح الدكتور عادل الحديثي أن الملتقى يناقش باقة واسعة من قضايا التنمية المستدامة وتعزيز الهوية العربية، بما يتضمن دمج التراث الثقافي في التخطيط العمراني وسبل حماية الموروث المعماري للمدن العربية، بما يضمن الحفاظ على الأصالة بالتوازي مع استدامة التطور العمراني.
ويطرح الملتقى آفاق توظيف المواد المحلية والمستدامة في البناء، وتشجيع استخدام التقنيات التقليدية الملائمة لطبيعة المناخ العربي، فضلاً عن إلقاء الضوء على دور السياحة الثقافية المستدامة في دعم الاقتصادات المحلية والحفاظ على الطابع العمراني التراثي.
كما يتناول المشاركون تطوير البنية التحتية الذكية والمستدامة، عبر تعزيز النقل الذكي وتوسيع استخدام وسائل النقل العام والمشي والدراجات، إلى جانب مناقشة آليات إدارة النفايات من خلال حلول مبتكرة لإعادة التدوير والاستخدام الأمثل للموارد، وترسيخ مفهوم البنية التحتية الخضراء وزيادة المساحات النباتية داخل المدن لتحسين جودة الهواء وتقليل حدة ارتفاع درجات الحرارة.
التحديات البيئية
وأشار الحديثي إلى أن الملتقى سيتناول التحديات البيئية الملحّة التي تواجه المدن العربية، وخاصة ما يتعلق بالتكيف مع التغيرات المناخية وآثارها، مع طرح آليات عملية للتقليل من هذه الآثار وتعزيز قدرة المدن على مواجهتها.
كما يناقش الملتقى إدارة الموارد المائية وسبل التعامل مع ندرة المياه من خلال إعادة التدوير وترشيد الاستهلاك، إضافة إلى مناقشة قضايا التلوث الهوائي والمائي وتلوث التربة، والبحث في إمكانات التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح ضمن خطط تطوير المدن العربية.
الهوية العربية والتراث
وأكد الحديثي أن الحفاظ على الهوية العربية والموروث الثقافي للمدن يعد محوراً رئيسياً في أعمال الملتقى، من خلال بحث آليات دمج العناصر التراثية في التصاميم العمرانية الحديثة، بما يضمن بقاء الروح العربية حاضرة في مشروعات التنمية الحضرية.
وشدد على أهمية الملتقى كمنصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الخبراء والمهندسين والمخططين في العالم العربي، بما يساهم في استنباط حلول مبتكرة للتحديات المتنامية التي تواجه المدن العربية.
شراكات فاعلة و
وبيّن الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب أن الملتقى يسعى إلى بناء شراكات استراتيجية بين الأطراف المعنية بالتنمية المستدامة، من حكومات وقطاع خاص ومجتمع مدني ومنظمات دولية، بهدف تعزيز الجهود المشتركة لدعم التنمية في المدن العربية.
كما يهدف الملتقى إلى وضع سياسات واستراتيجيات فاعلة لتحقيق التنمية المستدامة، وتقديم توصيات عملية لصناع القرار، وطرح حلول واقعية للتحديات المتعلقة بالطاقة والمياه والنقل والصرف الصحي.
واختتم الحديثي بالتأكيد على ضرورة رفع الوعي المجتمعي بمبادئ الاستدامة، وتشجيع مشاركة المواطنين في دعم التحول نحو مدن عربية أكثر استدامة وقدرة على مواجهة المستقبل .




