السيد هانى يكتب : للتاريخ .. هذا هو خليل الحية .. !!

بقلم : السيد هانى ..
عندما وقع العدوان الإسرائيلى على غزة عام ٢١٠٤ .. لم تكن مرت أسابيع قليلة على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم .. فأراد أن يحقق إنجازا سياسيا فى القضية الفلسطينية يحسب لمصر ؛ إلى جانب إنجازاتها التاريخية الكثيرة ..
أجرى الرئيس السيسى اتصالات عديدة لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة ..
هذه الإتصالات كان لابد لها من مبادرة .. تطرحها مصر لوقف العدوان ..
فماذا فعلت مصر ..؟
أخذت مصر جميع المطالب التى أعلنتها حركة “حماس” لوقف العدوان .. بالكلمة وبالحرف .. دون أى تغيير .. وكتبتها على الورق ..وأطلقت عليها اسم “المبادرة المصرية” ..
كانت إسرائيل فى ذلك الوقت تريد تحسين الأجواء مع القاهرة .. فى ظل وجود قيادة سياسية جديدة لمصر .. هو الرئيس عبدالفتاح السيسى .. لذلك أعلنت إسرائيل على الفور قبولها المبادرة المصرية .. وحددت ساعة وقف إطلاق النار تمام السابعة من مساء يوم الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤ ..
هكذا أصبحت مصر هى صاحبة الفضل فى وقف العدوان على غزة .. وفقا لمطالب حماس .. وبالتالى ليس لحماس أى حجة يمكن أن تعرقل بها الجهود المصرية ..
فماذا فعلت حماس ..؟
قبل أن تأتى الساعة السابعة .. التى أعلنت إسرائيل إنها ستكون موعدا لوقف إطلاق النار .. خرج خليل الحية عضو المكتب السياسى لحماس فى ذلك الوقت على الفضائيات العربية .. وشن هجوما ضاريا على مصر .. وعلى المبادرة المصرية .. قال إن المبادرة المصرية ليست أساسا صالحا للحل .. وهدفها التضييق على المقاومة ..!
قال ذلك .. رغم أن المبادرة المصرية كانت هى نفس المطالب التى أعلنتها حماس ..!
كنت أتابعه على شاشات الفضائيات .. وأنا فى غاية الدهشة .. ولم يكن لدى تفسير لما يقوله سوى أنه لم يقرأ المبادرة المصرية ..!
* المهم .. أن مصر نجحت فى وقف العدوان الإسرائيلى على غزة فى الوقت المتفق عليه مع الجانب الإسرائيلى .. وتلقت التهنئة على ذلك من بعض الدول .. بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التى أشادت بالدور المصرى وبالجهود التى بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى ..
* * *
ولما فشلت جهود حماس فى إفشال المساعى المصرية لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة .. وتوقف العدوان بالفعل فى الموعد المتفق عليه .. الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤ ..
خرج سامى أبو زهرى المتحدث باسم حركة حماس على الفضائيات .. يقول:
“نحن انتصرنا بحمد الله تعالى .. نحن هنا اليوم لنعلن انتصار غزة .. نحن هنا اليوم لنعلن أننا انتصرنا على قوة البطش إسرائيل”..!
* * *
وجهة نظرى دائما .. أن حماس هى مشروع إسرائيلى .. لم تؤسسه إسرائيل .. لكنها تبنته بالرعاية والدعم منذ ظهر عام ١٩٨٨ .. لتحقيق هدفين :
– تعزيز الإنقسام الفلسطينى .. بما يؤدى إلى فشل أية جهود تبذل لإقامة الدولة الفلسطينية ..
– إزعاج مصر .. أمنيا وسياسيا .. والتطاول عليها ..
أما علاقة إيران بحماس .. فالحديث عنها يطول .. ويمكن اختصاره فى: الرغبة فى استخدام حماس لخلق مشاكل لمصر على حدودها مع إسرائيل ..
السيد هانى ..
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ..
الكاتب المتخصص فى الشئون الدولية ..
عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ..