
خالد جادالله – أيمن عامر
منظمة شنغهاي للتعاون تتهيأ لقفزة رقمية خضراء مشروع طموح لإعادة تعريف التنمية الإقليمية هل تخيلت يوماً أن تصبح الحدود الجغرافية بين الدول مجرد فكرة قديمة وفي عالم يقف على أعتاب ثورة رقمية متسارعة بدأت منظمة شنغهاي للتعاون في رسم ملامح جديدة لمستقبل المنطقة مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والاتصال الأخضر والتنمية القائمة على الابتكار الجماعي العابر للحدود لكن ما الذي يحضر خلف الكواليس وما سر هذا التحول المفاجئ من التنسيق التقليدي إلى مشاريع أكثر جرأة وجاذبية إليك ما لا يعرفه الكثيرون.
استراتيجية جديدة من التنظير إلى التطبيق
في ورشة فكرية مغلقة لم يكشف عنها لوسائل الإعلام حتى اللحظة قدّم الدكتور كين فيا مدير معهد العلاقات الدولية في كمبوديا تصوراً غير مسبوق لدفع التعاون الإقليمي إلى مرحلة جديدة كلياً وما اقترحه لم يكن مجرد فكرة بل خارطة طريق لبناء نظام رقمي مشترك بين دول منظمة شنغهاي يكون بمثابة “مخزن ذكي جماعي للمعرفة” يجمع بين مراكز الأبحاث والإعلام والجامعات كل ذلك في منصة تفاعلية موحدة تعمل بالذكاء الاصطناعي.
الحوار المتبادل من النخب إلى الشارع
الدكتور فيا لم يكتف بالشق التكنولوجي فقط بل دعا إلى ما أسماه “حوار المدن” وهي آلية حوار فريدة من نوعها تقترح إشراك السلطات المحلية والمبتكرين والمواطنين في نقاشات حقيقية حول تحديات مثل الصحة العامة، الأمن الرقمي، والابتكار الحضري.
نقلة نوعية من المشاورات إلى التنفيذ
من جانبه أكد الباحث الصيني سون تشوانغ تشي أن منظمة شنغهاي قد تجاوزت اليوم مرحلة النقاش والتخطيط وأصبحت بحاجة ماسة إلى دخول مرحلة التنفيذ العملي المنظم ولكن سون تحدث بلغة واثقة لقد حان الوقت لنبني مجتمعآ ذا مصير مشترك ونحن لا نتحدث عن شعارات بل عن إجراءات واقعية تربط بين البنية التحتية الرقمية والاستدامة البيئية والسيادة التكنولوجية
اتصال رقمي بلون أخضر
في رؤية تبدو أقرب إلى الخيال العلمي تناقش المنظمة تطوير مشاريع بنية تحتية رقمية تعتمد على الطاقة المتجددة بحيث لا يكون الاتصال أسرع فقط بل أنظف وأكثر استدامة إنها ثورة في فهم الاتصال حيث تتحول الكابلات والسيرفرات ومراكز البيانات إلى أدوات لبناء تنمية خضراء تشاركية
لماذا هذا مهم الآن
التحولات العالمية المتسارعة والتحديات الجيو سياسية وأزمات سلاسل الإمداد جعلت من التعاون الإقليمي ليس مجرد خيار بل ضرورة لكن منظمة شنغهاي لا تريد أن تكتفي بالضرورة بل تسعى لتكون القدوة والنموذج ولأول مرة يبدو أن التكنولوجيا لن تُستخدم فقط للتواصل بل لإعادة صياغة الواقع نفسه.