المعارض الصينية: مثال حي على التعاون العالمي وانفتاح الصين رفيع المستوى على العالم

بقلم ليانغ سوو لي
إعلامية صينية
على خلفية اشتداد الشكوك الاقتصادية العالمية وتزايد النزعة الأحادية والحمائية، فإن ممارسة الصين للانفتاح رفيع المستوى صخت الثقة والزخم في الاقتصاد العالمي. وكنافذة مهمة للتعاون والانفتاح، يظهر المعرض انفتاح الصين على العالم الخارجي عمقا واتساعا. وفي عام 2024، أقامت الصين آلاف المعارض الدولية، وأصبحت هذه المعارض منصات مهمة للتعاون والتبادل الاقتصادي العالمي، وقدمت مساهمات كبيرة في تحقيق الاستقرار في البيئة التجارية الدولية وتعزيز تنمية التعددية.
تعتبر معرض الصين للاستيراد والتصدير (معرض كانتون) نافذة ورمزا لانفتاح الصين على العالم، فقد شهد قفزة الصين من تصدير السلع إلى التجارة الثنائية. منذ دورته الأولى في عام 1957 التي شاركت فيها 19 دولة ومنطقة و1200 مشتري، إلى دورته الـ136 في عام 2024 التي شاركت فيها 214 دولة ومنطقة و253,000 مشتري دولي، لم يكن معرض كانتون مجرد منصة للتجارة الدولية، بل هو أيضا تجسيد لصعود الاقتصاد الصيني وتعاونه مع دول العالم.
كما يعكس معرض الصين الدولي للاستيراد، الذي يركز على الاستيراد، عزم الصين على فتح سوقها بشكل استباقي. فمن دورته الأولى في عام 2018 التي شاركت فيها 172 دولة ومنطقة، إلى دورته السابعة في عام 2024 التي يتجاوز حجم المعاملات المقصود فيها 80 مليار دولار أمريكي. ويفتح هذا المعرض الباب أمام الشركات العالمية لدخول السوق الصينية، ويمنح منتجات الدول الأقل نموا فرصة للدخول إلى السوق الدولية، مما يساعدها على الاندماج في الاقتصاد العالمي.
وهناك أكثر من مجرد معارض في مجال التجارة التقليدية للسلع، حيث أن الصين تقيم أيضا المعارض في مجال الاقتصاد الرقمي لتعزيز تبادل التكنولوجيا والتعاون الدولي، مما يدل على انفتاح الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا الرقمية. وقد أصبحت قمة ووتشن لمؤتمر الإنترنت العالمي، التي أنشأت منذ عام 2014، منصة هامة لعرض إنجازات التكنولوجيا الرقمية على مستوى العالم. وشاركت قمة 2024 أكثر من 130 دولة ومنطقة، عززت القمة تحت عنوان “بناء مجتمع ذو مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني” الحوار والتعاون بشأن الحوكمة الرقمية في المجتمع الدولي.
وفي الوقت نفسه، وباعتباره المعرض الوطني الوحيد في الصين الذي يركز على التجارة الرقمية، فإن معرض التجارة الرقمية العالمي يعزز التطبيق العالمي للتكنولوجيا الرقمية من خلال عرض أحدث الإنجازات في التجارة الإلكترونية عبر الحدود والخدمات اللوجستية الذكية وغيرها من المجالات. منذ إنشائه في عام 2022، قدم المعرض منصة عملية لتشكيل قواعد الاقتصاد الرقمي العالمي وأتاح المزيد من الفرص لتحول الاقتصاد الرقمي في الدول المختلفة.
في ظل الظروف الحالية التي تواجه فيها العولمة رياحا معاكسة، تقدم الصين من خلال المعارض منصة تعاون مفتوحة وشاملة للمجتمع الدولي. على سبيل المثال، تركز معرض الصين الدولي لتعزيز سلاسل التوريد على استقرار سلاسل التوريد العالمية، ومنذ إنشائه في عام 2023، استمر توسيع حجمه وتأثيره. جذب دورته الثانية في عام 2024 شركات من 69 دولة ومنطقة، حيث تمثل الشركات الأوروبية والأمريكية 50% منها، وتم توقيع اتفاقيات التعاون بقيمة أكثر من 152 مليار يوان صيني (20.92 مليار دولار أمريكي تقريبا)، مما يقدم حلولا لاستقرار سلسلة التوريد العالمية ويصبح منصة ممارسة هامة لتطوير التعاون المتعدد الأطراف.
من ناحية أخرى، أظهر معرض الصين الدولي للطيران والفضاء في مدينة زوهاي قوة الصين في الانفتاح والتعاون في المجالات الاستراتيجية. وركز المعرض على أحدث التقنيات في مجالات مثل المقاتلات المتطورة والمسيرات المبتكرة، مما يجعلها منصة لتعميق التعاون بين الشركات الصينية والأجنبية، ويعزز ثقة المجتمع الدولي في سياسة الصين للانفتاح.
من خلال منصة المعارض، تعمل الصين على تعزيز تداول السلع وتبادل التكنولوجيا والتعاون متعدد الأطراف وتضمن بشكل فعال استقرار بيئة التجارة الدولية، وتلتزم بسياسة الانفتاح بحزم، وتتخذ إجراءات عملية للحفاظ على اقتصاد عالمي مفتوح. ولا تعد هذه المعارض مجرد مثال حي لانفتاح الصين رفيع المستوى على العالم، ولكنها أيضا منصة مهمة للتبادلات