المنفي من الأمم المتحدة: الشعب الليبي متمسك بالديمقراطية والمصالحة الوطنية أساس بناء الدولة

عبدالرحمن ابودوح
أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، تمسك الشعب الليبي بخياره الديمقراطي رغم سنوات من الصراعات والانقسامات، مشددًا على أن بناء دولة القانون والمؤسسات هو “حق مشروع وليس حلمًا”.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المنفي إن “دماء الليبيين خط أحمر، ووحدة التراب الليبي وسيادته ونسيجه الاجتماعي ليست محل مساومة”، مؤكدًا أن ليبيا ليست ساحة لتصفية الحسابات، بل وطن غني بالثروات والطاقات الشابة القادرة على النهوض بالدولة الحديثة.
رؤية سياسية من أربع ركائز
وطرح المنفي رؤية سياسية شاملة تتضمن أربع ركائز أساسية لحل الأزمة الليبية:
- استعادة السيادة الوطنية الكاملة، ورفض كافة أشكال التدخل الخارجي.
- الوصول إلى توافق وطني شامل من خلال حوار داخلي تحت مظلة وطنية مستقلة، بمشاركة جميع الأطراف دون إقصاء.
- توحيد المؤسسات السيادية، خاصة في مجالات الأمن والدفاع والمالية، على أسس مهنية غير خاضعة للاستقطاب أو المحاصصة.
- إنهاء المرحلة الانتقالية عبر قاعدة دستورية واضحة تفضي إلى انتخابات حرة وشفافة تعكس إرادة الشعب دون وصاية خارجية.
وأكد أن أي مسار سياسي لا ينبع من الإرادة الليبية الحرة هو “عرضة للتكرار العقيم للتجارب الفاشلة”.
المصالحة الوطنية والذكرى السبعون لانضمام ليبيا للأمم المتحدة
واعتبر المنفي أن المصالحة الوطنية تمثل حجر الأساس لبناء الدولة، قائلاً إن “القدرة على الصفح والتسامح إرث وطني ليبي”، وأن تجاوز الماضي ممكن عبر التفاهم والانصاف.
كما أشار إلى مرور سبعين عامًا على انضمام ليبيا للأمم المتحدة، مؤكدًا على عمق العلاقة التي تربط بلاده بالمنظمة الدولية، وتطلع ليبيا إلى دعم أممي فعّال يساندها في الانتقال نحو الاستقرار والديمقراطية.
الهجرة غير النظامية: مقاربة تنموية بدلًا من الأمنية
وتناول المنفي قضية الهجرة غير النظامية، معتبرًا إياها تحديًا إنسانيًا يرتبط بأسباب اقتصادية عميقة، داعيًا المجتمع الدولي إلى اعتماد نهج تنموي شامل يعالج جذور المشكلة من خلال دعم دول المصدر، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، بدلًا من الاقتصار على المقاربات الأمنية التي أثبتت فشلها.
موقف ثابت من القضية الفلسطينية
وجدد رئيس المجلس الرئاسي موقف ليبيا الثابت من القضية الفلسطينية، واصفًا إياه بأنه نابع من “المبادئ الإنسانية والعمق العربي والإسلامي” لليبيا. وأدان بشدة ما وصفه بـ”الحياد غير الأخلاقي” الذي تتخذه بعض الدول تجاه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، مطالبًا بـ”تحرك دولي مسؤول” ينهي الاحتلال ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.