الوسطية الدينية.. قضية شائكة يناقشها صالون الحداد الثقافي بحضور أحمد عمر هاشم

تحت عنوان الوسطية الدينية وأهميتها في فك التشابكات الحياتية، استضاف صالون الحداد الثقافي فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء وبحضور نخبة من الرموز الدينية والسياسية أبرزهم نقيب الأشراف محمود الشريف والشيخ محمد الياقوتي وزير الأوقاف السوداني السابق والمنشد محمود التهامي ونقيب أشراف المدينة الشيخ أنس يعقوب والمستشار عمرو طنطاوي نجل فضيلة شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوي ود.أحمد ممدوح من دار الإفتاء والنائب محمد عرفة ورجل الأعمال عوض خليفة وشباب مشيخة الأزهر ولفيف من الشخصيات العامة.
افتتحت النائبة الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب، الصالون الثقافي بالحديث عن أهمية فهم أحكام الله بشكل صحيح فالبعض يفسر آيات الله تفسير خاطئ ويفترون على الله كذبا لافتة إلى أن العديد قد يصابون بأمراض نفسية نتيجة عدم فهم أحكام الله فنجد البعض يشعر بالحقد والآخر يخشى الحسد والأعمال والبعض الآخر يشعر بالنقمة على حياته نتيجة عدم الرضا والقناعة بما يملكه والنظر فيما يمتلكه الغير بخلاف افتراء البعض كذبا علي الله وادعاء أن الله يميز بين الراجل والمرأة فالبعض يدعي أن المرأة بعد سن الثلاثين قد لا تستطيع الإنجاب أما الرجل فيستطيع الإنجاب حتى بعد الـ ٦٠! ونسوا أن الإنجاب رزق من الله والله قال في محكم كتابه “يهب لمن يشاء الإناث ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما” وعندما تحدث سبحانه وتعالى عن معجزة الإنجاب في سن متأخرة تحدث عن الجنسين في قوله تعالى ” أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيْخًا ” فهنا أنجب الاثنان في سن الشيخوخة، لذلك فلا شك أن أغلب مشاكلنا النفسية بسبب عدم فهم البعض لأحكام الله.
وتحدث الدكتور أحمد عمر هاشم عن ضرورة الوسطية داخل المجتمعات الإسلامية وضرب نماذج من حياة الصحابة حين دخول الإسلام، متناولا سماحة الإسلام في قبول الآخر ومنهج النبي مع المشركين واحترامه للرسالات السماوية قائلا إن المجتمعات في ظل التشابكات ليس لها حل إلا الوسطية.
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، إن رسالة الأزهر التي حملها في كل أشواط حياته وسيرته ومسيرته، راية الوسطية التي جاء بها القرآن الكريم، ومن أجلها جعل الله تعالى هذه الأمة خير الأمم، لقيامها بهذه الرسالة وأكد أن الأزهر يمثل العالم كله، وهو يقوم بهذه الرسالة عن الأمة الإسلامية، تلك الأمة المكلفة تكليفا وجوبيا، بأن تقوم بتبليغ رسالة نبينا المصطفى، وأضاف أن الأزهر حين يحمل لواء الوسطية، فهو يحمل لواء العدل، بعدما طفت على السطح بعض الاتجاهات والفرق والملل، منها الذين ينحرفون ويميلون عن طريق الإسلام الوسطي الصحيح الذي ينبذ المغالاة والانحراف، بل يدعو إلى الاتزان واتباع ما أمر الله ورسوله به، ليكون الأزهر قلعة الإسلام الوسطية والحصن الحصين الباقي في العالم، يدعو إلى الاعتدال والاتزان، واتباع ما أمر الله ورسوله به، دون إفراط أو تفريط.
ومن ناحيته تحدث الشيخ محمد الياقوتي عن دور الخلفاء الراشدين في مسألة الوسطية وضرب نماذج حول قصص الصحابة وحكمة الخليفة عمر بن الخطاب في حل الكثير من القضايا المتشابكة.
فيما تناول سماحة السيد محمود الشريف نقيب الأشراف الوسطية في المجتمع ودور هذه الندوات والملتقيات في نشر الوسطية، مؤكدا أن مجتمعاتنا في حاجة إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، ونشر الأخلاق المحمدية، في الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمة أخلاقية، مشددا على أنه لن يستقيم أمر الأمة إلا إذا اقتدت بالأخلاق المحمدية فهي طريق النجاة، وأن مصر مهبط الرسالات وبلد الأمن والأمان، اختصها المولى عز وجل في كتابه الكريم قائلا :”ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”، مشددا على أن القرآن الكريم حثنا على الترابط والاعتصام بحبل الله تعالى.
من جانبه اختتم الندوة نقيب أشراف الحجاز والمدينة المنورة الشريف أنس الكتبي والذي ذكر مكانة مصر القديمة في نشر الوعي والوسطية داخل المجتمعات الإسلامية، لافتا إلى أهمية دور الأزهر الوسطي على مر التاريخ.
كما ذكر الكتبي الجهود التي تقدمها النائبة الدكتورة آيات الحداد في صالونها الثقافي عبر موضوعات متعددة تعود بالفائدة للمجتمع وتؤثر بأسلوب مميز وراق، مذكرا بدور مصر الكبير عبر التاريخ وتخطيها الأزمات بفضل الله وفضل حفظها على مقامات وأضرحة أهل البيت والصالحين.