انتقال “لاجئي تيك توك” إلى تطبيق شياوهونغشو الصيني يبرز التفاعل الثقافي في ظل العولمة

بقلم ليانغ سوو لي
إعلامية صينية
مع اقتراب موعد حظر “تيك توك” في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ عدد كبير من المستخدمين الأمريكيين في البحث عن منصات بديلة. وسرعان ما أصبح تطبيق شياوهونغشو الصيني، بخصائصه الاجتماعية المماثلة ووظائفه في مشاركة أنماط الحياة، “منزلهم الجديد”، ويطلق البعض على أنفسهم “لاجئو تيك توك”.
هذه “الهجرة” غير المتوقعة لم تجعل شياوهونغشو يبرز على الساحة الدولية فحسب، بل عكست أيضا النتائج الإيجابية لسياسات الانفتاح في الصين.
مع دفع الصين باستمرار لسياسات الانفتاح رفيعة المستوى في السنوات الأخيرة، حيث تم تنفيذ تدابير مثل سياسة الإعفاء من التأشيرة وتسهيل التخليص الجمركي، مما جذب عددا كبيرا من السياح ورجال الأعمال الأجانب إلى الصين، وقد وفرت هذه السياسات أيضا فرصة لتدويل منصات التواصل الاجتماعي الصينية، وإن نجاح شياوهونغشو في جذب المستخدمين الأجانب يرجع إلى فوائد هذه السياسات.
وتظهر البيانات أنه بعد إعلان حظر “تيك توك”، شهدت المنصة ارتفاعا حادا في عمليات التنزيل في الولايات المتحدة، ووصلت إلى قمة قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلا، كما شهدت زيادة كبيرة في المحتوي باللغة الإنجليزية، مما خلق ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها أطلق عليها “لاجئو تيك توك”.
إن نجاح المنصة يرجع أيضا إلى محتواها المتنوع وتجربة المستخدم المميزة. وباعتبارها مجتمعا مفتوحا، تتميز المنصة بتقبلها للمحتويات الثقافية المتنوعة، وهو عامل أساسي في نجاحها.
يمكن للمستخدمين مشاركة محتويات متنوعة في مجالات مثل الموضة والجمال والطعام والسفر، مما يتماشى مع توقعات مستخدمي تيك توك الباحثين عن منصة جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد المنصة على خوارزميات قوية تقدم محتوى يناسب اهتمامات المستخدمين، مما يساعدهم على العثور على موضوعات تهمهم بسرعة. تتمتع أيضا بأجواء مجتمعي ودية، حيث يتفاعل المستخدمون بسهولة ويجدون إجابات لاستفساراتهم بسرعة، مما يعزز شعور الانتماء إلى مجتمع تفاعلي. من جانب آخر، توفر التسوق السهل والشراكات مع العديد من العلامات التجارية تجارب فريدة من نوعها للمستخدمين.
وقد ساعدت هذه العوامل في تعزيز التفاعل الثقافي بين المستخدمين من الصين والولايات المتحدة، مما أسهم في تعميق الفهم المتبادل على المستوى المدني للثقافات المختلفة وأنماط الحياة ومفاهيم القيم.
وفي هذا السياق، تعكس ظاهرة “لاجئي تيك توك” أهمية التنوع والشمول الثقافي في بناء بيئة ثقافية عالمية. فمع تعمق العولمة، أصبح التفاعل الثقافي بين مختلف البلدان والمناطق اتجاها لا مفر منه.
على هذا الأساس، أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2023 مبادرة الحضارة العالمية، التي تهدف إلى تعزيز التبادلات والتفاهم بين الحضارات المختلفة وتعزيز التبادلات الشعبية، بما يسهم في تطور الحضارة البشرية وازدهارها.
إن الدور الإيجابي الذي تلعبه منصات مثل شياوهونغشو في تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والولايات المتحدة هو انعكاس حي لهذا المبادرة.
هذا الحدث يمثل ليس فقط تفاعلا ثقافيا في ظل العولمة، بل هو أيضا دليل حي على سياسة الانفتاح الصينية وقدرة المنتجات الرقمية الصينية على المنافسة عالميا.
مع التقدم المستمر للعولمة وتطور التكنولوجيا، ستواصل المنتجات الرقمية الصينية شق طريقها نحو المسرح العالمي، لتصبح جسورا تربط بين الدول والثقافات المختلفة.
وفي الوقت نفسه، قد شهدنا الدور المهم الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في عملية العولمة.
وإنها تذكرنا بأنه يجب على منصات التواصل الاجتماعي أن تولي مزيدا من الاهتمام لحماية حقوق المستخدمين وأن تتعامل بفعالية مع التحديات الناتجة عن التفاعل الثقافي، إلى جانب التكيف مع التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية.
ستواصل الصين، بصفتها عضوا فاعلا نشطا ومؤثرا في العولمة، التمسك بموقف مفتوح وشامل ودفع بناء بيئة ثقافية عالمية أكثر تنوعا وشمولا، وتساهم في تطور الحضارة البشرية وازدهارها من خلال تقديم حكمة الصين وقوتها