دعاء زكريا 

قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوجيه التهنئة لقناة RT بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسها، حيث تمنى للقناة المواظبة على مسارها في نقل الحقيقة للعالم. مشيرا إلى النمو السريع لجمهور القناة كدليل على نجاحها رغم كل التحديات والعقوبات

كما صرح بوتين، بأن أي احتكار إعلامي غربي مصيره لا محالة إلى زوال،  بغض النظر عن حجم الأموال التي تُدفع في محاولةٍ للحفاظ عليه من قِبل من يملكونه.

وشدد الرئيس موجها كلامه لطاقم قناة RT على أن “ملايين المواطنين في مختلف الدول قد وثقوا بكم”.

وقال بوتين: “في العام الماضي وحده، بلغ إجمالي عدد مشاهدات مشاريع القناة على منصات التواصل الاجتماعي قرابة 24 مليار مشاهدة، ويبلغ إجمالي جمهور قناة RT على منصات التلفزيون المدفوع قرابة مليار مشاهد. وهذا الرقم يبعث على الثقة بأن كل شيء سيستمر في التطور في هذا الاتجاه”.

كما أشار إلى أن وسائل الإعلام الغربية الرائدة أساءت استخدام موقعها الاحتكاري في الماضي، قائلا: “نتذكر كيف أساءت وسائل الإعلام الغربية الرائدة استخدام موقعها الاحتكاري في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين”.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الكلمة، أن النخب الحاكمة في الغرب أظهرت وجهها الحقيقي عندما برزت قناة RT بقوة.

وقال: “عندما برزتم بقوة، أظهر هؤلاء المنافسون أنفسهم والنخب الحاكمة المدعومة منهم، ما يسمى بالنخب الحاكمة، وجههم الحقيقي.. ماذا حدث لهؤلاء المرشدين عندما ظهرت RT – وبدأ مئات الملايين من الناس بمشاهدة القناة التي تقدم تفسيرا جديدا للأحداث؟ كان رد فعل هذه النخب التي ذكرتها سابقا بدائيا ومباشرا – الحظر والإلغاء والمنع”.

كما أشار الرئيس الروسي إلى أن النخب الحاكمة في الغرب كانت تعلم روسيا كيف يجب أن تعيش، وكيف يجب أن تعمل وسائل الإعلام، وكيف يجب فهم الديمقراطية وحرية التعبير الحقيقية، مؤكدا أن القناة لم تفرض أي شيء، بل قدمت وجهة نظر بديلة.

وقال: “من السهل جدا اتهامكم بالدعاية والتضليل، والتلاعب بالشؤون الداخلية، بينما في الحقيقة لم تفرضوا أي شيء، بل قدّمتم ببساطة وجهة نظر بديلة وصادقة. وبذلك دافعتم، بما في ذلك، عن حق مشاهديكم ومستمعيكم في الاختيار”.

وصرح الرئيس بأنه لا يزال غاضبا من وصف التلفزيونات الغربية للإرهابيين على الأراضي الروسية بالمتمردين، قائلا: “لا يزال الأمر يثير الغضب عندما يتم وصف الإرهابيين الذين احتجزوا رهائن ونظموا تفجيرات مميتة في مدننا ومدارسنا ومستشفياتنا بالمتمردين على قنوات تلفزيونية غربية معروفة”.

وأكد أنه “خلال العشرين عاما الماضية، شهد الإعلام تطورات كبيرة، إنها حقبة كاملة. وقد تطورت RT من فكرة إلى علامة تجارية عالمية معروفة اليوم في جميع أنحاء العالم. أشكر فريقكم النشيط والمبدع والمتحد على احترافيتهم العالية، وتفانيهم في عملهم وواجبهم، وعلى دفاعهم الشجاع والمخلص والمثابر عن الحقيقة في الفضاء الإعلامي العالمي”.

وأضاف رئيس الدولة: “منذ عقدين من الزمن، وبفضل RT جزئيا، سمعنا مجموعة كاملة من الأصوات من جميع أنحاء العالم: الناس من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، بمساعدتكم، يتحدثون الآن دون مراعاة موافقة القوى الاستعمارية السابقة

ووجه الرئيس بوتين التهنئة لرئيسة تحرير القناة ومجموعة “روسيا سيغودنيا” الإعلامية الدولية مارغريتا سيمونيان، بمناسبة الذكرى 20 لقناة RT، وكذلك جميع من عملوا ويواصلون العمل في القناة.

وقال في مسرح البولشوي خلال الاحتفال: “أهنئ اليوم كل من عمل ويواصل العمل في القناة التلفزيونية بمناسبة هذه الذكرى. وبالطبع، مارغريتا سيمونيان، قائدتكم ورئيسة تحريرها منذ فترة طويلة”.

وأشار بوتين إلى أن المواطنين من الدول الأخرى العاملين في قناة RT، والذين يدافعون عن معتقداتهم، يساعدون أيضا بلدانهم ويتصرفون بصدق وشفافية.

كما وصف الرئيس الروسي صوت الحقيقة بأنه سلاح سري عابر للقارات عالي الدقة، وقال: “أتمنى لكم مواصلة التطور، وإيجاد صيغ جديدة ومواضيع جديدة في الكفاح الحاد من أجل العقول والقلوب. ولكي تنتصروا في هذا الكفاح، يجب عليكم مواصلة استخدام سلاحكم السري الاستراتيجي عالي الدقة عابر للقارات – وهو الحقيقة، صوت الحقيقة”.

وأكد بوتين أن صوت الحقيقة وصوت روسيا يجب أن يصدح بثقة وإقناع، قائلا: “يجب أن يعلو صوت الحقيقة وصوت روسيا بصوت عال، بثقة وإقناع”.