ترامب أمام الكنيست: “اليوم سكتت البنادق.. والشرق الأوسط يدخل عصرًا ذهبيًا”

عبدالرحمن ابودوح

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، خلال زيارته إلى إسرائيل أن “اليوم سكتت البنادق ومستقبل الشرق الأوسط سيصبح مشرقاً”، مشيرًا إلى أن المنطقة على أعتاب عصر ذهبي جديد، وذلك في خطاب ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي بحضور كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

شكر للدول العربية والإسلامية

وفي مستهل كلمته، أعرب ترامب عن تقديره للدول العربية والإسلامية التي مارست ضغوطاً على حركة “حماس” للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن “هؤلاء الشركاء العرب والإسلاميين هم شركاء حقيقيون في صناعة السلام”، وأضاف: “كل شيء سيتغير للأفضل، والشرق الأوسط يتجه لعصر ذهبي”.

“لا أحب الحروب.. وأنا أنجح في وقفها”

وتابع ترامب: “أنا لا أحب الحروب، ويبدو أنني أنجح في وقفها… هذه ليست مجرد نهاية لحرب، بل هو بزوغ فجر تاريخي لشرق أوسط جديد”.

مؤكداً أن اتفاق وقف إطلاق النار سيقود إلى نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل، وأضاف:
“لن يكون أمن إسرائيل مهدداً بعد الآن، ويمكنها الآن التوجه للسلام وضمان عدم تكرار الحروب”.

وشهدت الجلسة البرلمانية توتراً حين تم طرد عضوين من الكنيست – أحدهما عربي والآخر يساري – بسبب مقاطعتهما لكلمة الرئيس الأميركي.

عملية مشتركة مع إسرائيل ضد إيران

وفي جزء بارز من خطابه، تحدث ترامب عن العملية العسكرية الأميركية-الإسرائيلية المشتركة ضد إيران، واصفاً إياها بـ”الرائعة”، ومعلناً:

“قضينا على الإرهاب النووي في إيران… ألقينا 14 قنبلة على منشآت إيران النووية ومنعناها من الحصول على أخطر أسلحة في العالم”.
وشدد قائلاً:
“قوى الفوضى في الشرق الأوسط هُزمت تماماً، ومع ذلك، سيكون من الرائع التوصل إلى اتفاق سلام مع إيران”.

حول لبنان وحزب الله

أما فيما يخص لبنان، فأكد ترامب أن “أمورًا جيدة تحدث هناك”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”القضاء على حزب الله الذي استهدف إسرائيل”، وأضاف: “نؤيد مساعي الرئيس اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة فقط”.

إشادة من الكنيست وتصفيق حار

وحظي خطاب ترامب بتصفيق حار من أعضاء الكنيست وقوفاً، فيما كتب في سجل الشرف فور وصوله إلى البرلمان قائلاً: “إنه لشرف عظيم لي… إنه يوم عظيم، يوم رائع، بداية جديدة”.

نتنياهو: ترامب أعظم صديق لإسرائيل

بدوره، رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرئيس ترامب قائلاً: “الرئيس ترامب قدم مساهمات حاسمة لإعادة الرهائن، وهو أعظم صديق لإسرائيل”.

وأضاف: “نشكر ترامب على وساطته لنشر السلام في المنطقة، ونشكره على انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران”.

وشدد على التزامه بخطة ترامب قائلاً: “ملتزمون بتحقيق السلام وفق الخطة الأميركية، ونؤكد أن إسرائيل قامت بما يجب للرد على هجوم 7 أكتوبر… قادة الهجوم، بمن فيهم هنية والسنوار، رحلوا”.

وأشار نتنياهو إلى أن “عودة الرهائن تشكل حدثًا تاريخيًا”، مضيفًا: “أنجزنا انتصارات أدهشت العالم، لكننا لم ننته بعد… ما زالت هناك تحديات أمنية، وسنتولى أمر من يحاول ضربنا مجددًا”.

ترامب يستعد لحضور “قمة السلام” في شرم الشيخ

وتأتي زيارة ترامب في أعقاب الإفراج عن 20 رهينة إسرائيلية أحياء من قطاع غزة، وبعد أن أعلن من الطائرة الرئاسية أن “الحرب في غزة انتهت”، متوجهاً إلى إسرائيل ومنها إلى مصر، حيث سيترأس قمة السلام في مدينة شرم الشيخ مساء اليوم.

وكان في استقباله لدى هبوطه في مطار بن غوريون كل من الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ووصف ترامب رحلته للشرق الأوسط بأنها “مميزة جداً”، وأكد أن وقف إطلاق النار سيصمد، مشيراً إلى تلقيه ضمانات شفهية من الدول العربية والإسلامية التي يثق بها.

وأضاف أن قوة دولية ستنتشر في غزة بمشاركة جميع الدول، وأبدى رغبته في أن يكون توني بلير مقبولًا من الجميع كأحد القيادات المشاركة في مرحلة ما بعد الحرب.

ترامب: يد السلام ممدودة حتى لإيران

وفي خطابه، شدد ترامب على أن: “السلام ليس مجرد أمل، بل هو واقع يمكننا البناء عليه، يوماً بعد يوم، شخصاً بعد شخص، أمة بأمة”.

وأكد على ضرورة أن يركز سكان غزة على “استعادة الاستقرار والسلامة والكرامة والتنمية الاقتصادية”، مضيفاً: “حتى بالنسبة لإيران، فإن يد الصداقة والتعاون مفتوحة دائماً… ومن المؤكد أن السلام والاحترام يمكن أن يزدهرا بين دول الشرق الأوسط الأوسع”.

تفاصيل “خطة ترامب” لإدارة ما بعد الحرب

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن “قمة شرم الشيخ” ستشهد توقيع وثيقة سلام تاريخية تُنهي الحرب رسميًا، في حضور كبار قادة العالم. وتشمل “خطة ترامب” العناصر التالية:

• انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
• استبدالها بقوة متعددة الجنسيات، تنسق عملياتها من مركز قيادة أميركي في إسرائيل.
• تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تُشرف عليها هيئة انتقالية دولية برئاسة ترامب نفسه.
• إنشاء مجلس سلام جديد خاص بغزة، يتولى ترامب رئاسته ويُشكّل بسرعة.

وقد تعهد ترامب بزيارة غزة شخصيًا أو على الأقل “أن يطأ أرضها”، مؤكداً: “هناك أشخاص في غزة عليكم أن تهتموا بهم أولاً… الجميع يريد أن يكون جزءاً من السلام”.

ضحايا الحرب

وبحسب الهيئات الصحية في غزة، أسفرت الحرب التي استمرت لعامين عن مقتل نحو 68 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وفي المقابل، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصاً في جنوب إسرائيل.