ترمب يبرر الضربات الإسرائيلية في غزة: «ردّوا على مقتل جندي»

في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي أودت بحياة عشرات المدنيين في قطاع غزة، عاد الجدل حول مصير وقف إطلاق النار الذي ترعاه واشنطن، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي حمل فيها حركة «حماس» مسؤولية التصعيد الأخير، مؤكدًا أن «وقف إطلاق النار ليس في خطر».
وقال ترمب في تصريحات للصحافيين اليوم (الأربعاء): «لقد قتلوا جندياً إسرائيلياً، ولذلك رد الإسرائيليون، وكان عليهم أن يردوا. عندما يحدث ذلك، يجب عليهم الرد»، مشددًا على أن «لا شيء سيهدد وقف إطلاق النار في غزة».
يأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من إعلان اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس»، بوساطة مصرية – قطرية، وبضمانة أميركية. وقد التزمت الأطراف بوقف شامل لإطلاق النار يشمل الغارات الجوية وعمليات القصف المتبادل، إلا أن التوتر ظل قائمًا على الحدود الشرقية للقطاع، في ظل تبادل الاتهامات بخرق الاتفاق.
من جانبها، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن الجيش شنّ غارات «ردًا على مقتل أحد جنوده» برصاص فلسطينيين قرب السياج الحدودي. وقال متحدث عسكري إن القوات «استهدفت مواقع تابعة لحركة حماس» بعد الهجوم، مشيرًا إلى أن «إسرائيل لن تسمح بالاعتداء على جنودها دون رد».
ورغم ذلك، لم تُصدر الحكومة الإسرائيلية بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي مقتل الجندي الذي تحدث عنه ترمب، ما ترك مساحة للتكهنات بشأن تفاصيل الحادثة.
في المقابل، نفت حركة «حماس» مسؤوليتها عن أي هجوم ضد الجيش الإسرائيلي خلال فترة الهدنة، متهمة تل أبيب بارتكاب «خروقات متكررة» عبر القصف الجوي والاستهداف المباشر للمدنيين.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أسفرت عن مقتل أكثر من 35 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات.
تصريحات ترمب جاءت لتؤكد مجددًا انحياز واشنطن للجانب الإسرائيلي، رغم دورها المعلن كوسيط في اتفاق وقف إطلاق النار.
ويرى محللون أن لهجة ترمب الداعمة لتبرير القصف قد تعقّد الجهود الدبلوماسية الرامية لتثبيت الهدنة، خصوصًا في ظل تزايد الضغوط الشعبية داخل الولايات المتحدة للمطالبة بموقف أكثر توازنًا من الصراع.
يرى خبراء في العلاقات الدولية أن جولة التصعيد الأخيرة تكشف هشاشة الهدنة القائمة، وأن تصريحات ترمب قد تُستخدم سياسيًا داخل إسرائيل لتبرير عمليات عسكرية جديدة في غزة.
بينما تشير تقارير حقوقية دولية إلى أن إسرائيل عادة ما تبدأ الخروقات عبر عمليات اغتيال أو قصف استباقي، ما يثير تساؤلات حول مصداقية الرواية الرسمية بشأن «الدفاع عن النفس».
ويعتقد محللون أن استمرار التوتر قد يؤدي إلى انهيار الهدنة تدريجيًا، في ظل غياب الثقة المتبادلة بين الطرفين، وانحياز الموقف الأميركي الذي قد يدفع المنطقة إلى جولة جديدة من التصعيد.
تبقى الأسئلة مفتوحة حول الطرف الذي بدأ خرق الهدنة، لكن المؤكد أن غزة ما زالت تدفع الثمن الأكبر من الدم والدمار، بينما تتأرجح الجهود الدولية بين الوساطة والضغط السياسي، وسط مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة.




