الرئيسيةعرب وعالم

منتدى الأمم المتحدة الشمولي …العلم والشراكات لإحياء أجندة 2030

ينطلق المؤتمر في نيويورك ليطالب دول العالم بتسريع الحلول المستندة إلى الأدلة دون استثناء أحد

كتب : خالد جادالله 

في قلب نيويورك، من 14 إلى 23 يوليو 2025، سينعقد المنتدى السياسي الأعلى للأمم المتحدة (HLPF)، في حدث فريد يُعدّ نقطة تحول فارقة في تاريخ التنمية العالمية. تحت شعار “تعزيز الحلول المستندة إلى العلم والشمولية لضمان تحقيق أجندة 2030 دون استثناء أحد”، يلتقي وزراء ونخب دولية وفاعلون من جميع أنحاء العالم لمساءلة الواقع وتحدي المستقبل. هنا، لا تُكرر القصص القديمة، بل يُنسَج مستقبل جديد بأهداف سبع، ووعود تُكتب على متن السفينة الأممية قبل أن تغادر الميناء. إنها دعوة لاستكشاف ما تحمله هذه السنوات الخمس الأخيرة من رهانات، تحديات، وتقنيات مبتكرة، وسط أجواء من العزم والمسؤولية.

 

المنتدى بين الأمس واليوم بنية الفعل والمراجعة

أُسّس المنتدى في 2013 كبديل للمفوضية الأممية للتنمية المستدامة، ليصبح المنصة الرئيسية لمتابعة أجندة 2030 وتحقيق الأهداف السبعة عشر، تحت إشراف منظّمات الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية، وفي نسخته لعام 2025، سينتقل المنتدى من تقييم أداء الماضي إلى تحفيز فعل مستقبلي، عبر ثلاثة محاور رئيسية بالإضافة إلى مراجعة معمقة لـ SDG 3، 5، 8، 14، 17 ، المفاتيح الحيوية لصحة الإنسان والمساواة وتمكين المرأة والنمو الاقتصادي والمحيطات والشراكات .

و عرض 39 تقرير مراجعة وطنية طوعية من دول شتى مثل ألمانيا والهند وجنوب إفريقيا، بحضور وزراء وخبراء يعملون لإظهار التجارب والخبرات وورش وجانبيات تفاعلية تهدف إلى تحويل البيانات إلى خطط عمل تبرز العلم والابتكار كابداية للمستقبل

لماذا هذا المنتدى لن يكون كباقي الاجتماعات

علمي وشامل بذات الوقت ، كلمة السر العام لهذا العام ليست سياسة فحسب بل علم مدعوم بأدلة وبيانات الندوات ومختبرات المراجعات الوطنية (VNR Labs) ستركّز على النهج المبني على الدليل لتحديد حلول ملموسة قابلة للتطبيق

المرأة في قلب الحدث

يُعد الهدف الخامس هو تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين محور النقاش في عام 2024، أعلن المنتدى عن إطلاق مبادرة “Gender Equality Accelerators”، إيمانًا بأن تمكين المرأة يُعزز النمو المجتمعي بأكمله وتتواصل هذه الجهود مع تأكيد جديد على أن المرأة ليست فقط جزءًا من المشكلة بل محور الحل

تحالفات حقيقية لا مجرد بيانات 

تُراجع الشراكات العالمية (SDG17) بشكل موسّع لاكتشاف المشاريع والمبادرات المشتركة ذات الأثر، بين أجهزة الأمم المتحدة والدول والقطاع الخاص والمجتمع المدني في حراك يهدف إلى وضع خارطة طريق عملية للمرحلة المقبلة

ماذا ينتظر العالم بعد المنتدى

إعلان وزاريّ رسمي في ختام المنتدى مصحوب بتبنّي إعلان سياسي يُلزم الدول باستئناف الخطى وضبط المسار خلال السنوات الخمس الأخيرة حتى 2030

بالإضافة إلى خطة إنقاذية جديدة على غرار قمة “SDG Summit” عام 2023 وقد يخرج المنتدى ببرنامج خاص لإنقاذ الأهداف المتأخرة مما يعكس إحساساً متزايدًا بالإلحاح بالإضافة إلى رؤى مبتكرة من الجانبيات وتجارب رقمية وتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وابتكارات اجتماعية قد تُطلق من هذا المنبر لتعزيز الأهداف بضوء جديد

في جامعة الأمم المتحدة بنيويورك حيث يجتمع القادة والخبراء هذا الصيف في لحظة فارقة لحظة تتبع فيها الوعود خطوات واقع وهذا المنتدى ليس تكرارًا لبيانات بلا نتيجة وإنما ساحة محاكاة واقعية للغد، فأمامنا فرصة لكتابة صفحة عمل جديدة و ليست مبنية على أقوال فقط بل على علم واقعي وتحليل دقيق ومشاركة نسائية حقيقية وقوية وشراكات متعددة تطلق العنان للاعتقاد بأن “لن يترك أحد خلفنا مع قرارات وإعلانات جديدة قد تحفظ الأمل قبل انتهاء عهد أهداف 2030 .

زر الذهاب إلى الأعلى