خبراء الاقتصاد يؤكدون :زيارة رئيس مجلس الدولة الصينى للقاهرة تعزز العلاقات المشتركة وتفتح آفاق التعاون فى جميع المجالات

 أيمن عامر  – دعاء زكريا

عيد : الزيارة حدثاً استراتيجياً محورياً في سياق العلاقات الثنائية والإقليمية الحالية

خضر : الزيارة تعزز العلاقات الثنائية وتفتح آفاق جديدة للتعاون فى المستقبل

شحاتة : عهد الرئيسين السيسى وشى العقد الذهبى للعلاقات الثنائية

أكد خبراء الاقتصاد المصريين ، أهمية الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كى تشيانج إلي مصر بدعوة من نظيره الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ، غدا الأربعاء وتستمر ليومين  ، مؤكدين انها ستعمل على زيادة الاستثمارات الصينية في مصر وخاصة في مجال التصنيع ونقل التكنولوجيا المتقدمة في صناعة السيارات والطاقة المتجددة والخضراء واستكمال وتوسيع المشروعات الصينية التي تقوم بها الشركات الصينية في مصر ورفع نسبة المكون المحلي من خلال توطين الصناعات وسلاسل الامداد الخاصة بكل منتج ، فضلا أنها ستعمل العلاقات المشتركة فى جميع المجالات وستفتح أفاق التعاون فى المستقبل .

أكد الدكتور أحمد الحسيني عيد باحث في العلاقات الصينية الأفريقية – جامعة القاهرة ، أن بعد كل زيارة رفيعة المستوي لمسئول صينى لمصر تشهد العلاقات المصرية-الصينية تطوراً استراتيجياً متسارعاً وملحوظاً فمع زيادة الزيارات المتبادلة خلال العقد الماضي (2014-2024) حدثت طفره ملحوظة في العلاقات المصرية الصينية في مختلف مستوياتها السياسية والاقتصادية وايضاً علي المستوي الشعبي والتبادل الثقافي وتعلم اللغة الصينية وغيرها .

زيارة تاريخية

وتابع الدكتور احمد الحسينى ، فمن خلال المتابعه البسيطة خلال آخر عشر سنوات ٢٠١٤-٢٠٢٤ فنجد تقريبا كل عام هناك زيارة رفيعة المستوي إلي مصر او إلي الصين بداية من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التاريخية إلي الصين ٢٠١٤ ثم زيارات علي مستوي رئيس الوزراء في ٢٠١٥ والزيارة التاريخية الاخري للرئيس الصيني شي جينغ بينغ الي مصر ٢٠١٦ ،وتليها الزيارات المتبادلة كل عام وأكثر من مره في العام الواحد ايضا ، مما انعكس علي العلاقات المشتركة وتحقيق أهداف التنمية للجانبين .

مجلس الدولة الصينى

وأكد وهنا تأتي اهمية الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلي مصر خلال الأيام القادمة والمتوقع ان يتم من خلالها زيادة الاستثمارات الصينية في مصر وخاصة في مجال التصنيع ونقل التكنولوجيا المتقدمة في صناعه السيارات والطاقة المتجددة والخضراء واستكمال وتوسيع المشروعات الصينية التي تقوم بها الشركات الصينية في مصر ورفع نسبة المكون المحلي من خلال توطين الصناعات وسلاسل الامداد الخاصة بكل منتج .

حدثاً استراتيجياً

وشدد لذلك تعتبر هذه الزيارة إلى مصر حدثاً استراتيجياً محورياً في سياق العلاقات الثنائية والإقليمية الحالية، ويمكن تقييم أهميتها المتوقعة من خلال هذه محاور أهمها

أولاً: الأهمية السياسية (تعزيز التحالف الاستراتيجي)

1. الاستقرار الإقليمي:

   – دعم الموقف المصري في أزمات المنطقة (خاصة ملف غزة والتهديدات الأمنية في البحر الأحمر).

   – تنسيق المواقف تجاه القضايا الأفريقية المشتركة ضمن منصات مثل “منتدى التعاون الصيني-الأفريقي” ومجموعه البريكس +

2. التوازن الدولي:

   – تعزيز التنسيق في مؤسسات “بريكس+” ومجموعة العشرين لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

   – دعم مصر كمركز دبلوماسي لدول جنوبي-جنوبي بديل عن المحاور الغربية التقليدية.

ثانياً: النتائج الاقتصادية المتوقعة

1. الاستثمارات الصناعية:

وهو الملف الأكثر اهمية

   – توسيع المنطقة الصناعية الصينية تيدا : نتوقع مضاعفة استثماراتها إلى 3 مليارات دولار بحلول 2028، وزيادة مساحة المنطقة الصناعية تيدا تلبيه للطلب المستمر من الشركات الصينية ، مع نقل تكنولوجيا الصناعات الخضراء (بطاريات الليثيوم، الألواح الشمسية).

– تحويل مصر إلى مركز لوجستي عالمي عبر ربط ميناء السخنة بالممر الاقتصادي الصيني-الأفريقي.

–

2. التعاون المالي:

   – تفعيل مبادلة العملات المحلية (اليوان-جنيه مصري) لتجاوز أزمات الدولار، مستهدفة حجم تبادل 18 مليار يوان (2025).

   – دعم مصر بخط ائتمان صيني لتمويل الواردات الأساسية بقيمة مليارات دولار.

– تفعيل استخدام الشركات الصينية اليوان الصيني للاستثمار في مصر

– فتح بنوك صينية داخل مصر

– توفير بدائل للتمويل في ظل شروط صندوق النقد الدولي الصعبة، مع قبول شروط مرنة لسداد القروض.

3. الطاقة المتجددة:

   – إطلاق مشروعات محطات شمسية ورياح للتحول الأخضر .

– كما تعمل الحكومة المصرية الي تقليص العجز التجاري الكبير لصالح الصين خلال السنوات الماضية من خلال فتح الأسواق الصينية للمنتجات الزراعية المصرية “الحمضيات- الأسمدة”

العلاقات الثنائية

واستطرد الدكتور أحمد الحسينى ، باختصار يمكننا تلخيص الزيارة في انها تمثل قفزة تحويلية في العلاقات الثنائية، حيث:

✅ تعزز مكانة مصر كبوابة إفريقية للاستثمارات الصينية.

✅ تحقق تناغماً بين “رؤية مصر 2030″ و”مبادرة التنمية العالمية” الصينية.

✅ ترفع التبادل التجاري المستهدف إلى 25 مليار دولار سنوياً بحلول 2027 (مقارنة بـ19.3 مليار في 2023).

✅ تُرسي نموذجاً لـ “التحديث المشترك” من خلال الجمع بين التمويل الصيني والخبرة المصرية الإقليمية.

حدث دبلوماسى

وأكد الحسينى ، فهي ليست مجرد حدث دبلوماسي تقليدي، بل ترسي أسس جديدة وخريطة طريق لشراكة استراتيجية مصرية صينية جديدة لتعزيز دول مصر الإقليمي ، وتُحوِّل التحديات الإقليمية إلى فرص تنموية مشتركة، وتعكس نجاح الدبلوماسية المصرية والصينية في بناء تحالفات قائمة على المنفعة المتبادلة

فوائد متبادلة

قال الدكتور السيد خضر الخبير الاقتصادي ، إن زيارة لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصينى إلى مصر ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل تمثل فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق فوائد متبادلة في المستقبل ، وبالتالى الزيارة تحمل أهمية كبيرة على أداء الاقتصاد المصري من خلال جذب الاستثمارات ، مؤكدا أن الزيارة تؤدي إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية في مجالات متنوعة مثل البنية التحتية، والطاقة، والصناعة، مما يعزز النمو الاقتصادي ، وتعزيز التعاون التجاري وأيضا توسيع التبادل التجاري ، حيث ستشهد الزيارة توقيع اتفاقيات جديدة ستساعد في زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والصين، مما يساهم في تحسين الميزان التجاري المصري .

التنمية المستدامة

وأكد الدكتور السيد خضر ، أن الزيارة تسهم فى تطوير البنية التحتية ومشاريع تنموية وترسيخ التعاون في مشاريع كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، مما يساعد في تحسين البنية التحتية، ويسهم في تحسين بيئة الأعمال ، ويساعد في تحقيق التنمية المستدامة ، خاصة المشاريع الخضراء ، وتفعيل التعاون في مجالات الطاقة المتجددة ، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، و يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ، وكذلك نقل التكنولوجيا والخبرات وإدخال تكنولوجيا جديدة للصناعة المصرية ، فضلا عن التعاون مع الشركات الصينية والذى سيسهم في نقل تكنولوجيا متقدمة إلى مصر، مما يزيد من كفاءة الإنتاج ويعزز الابتكار ، ويخلق فرص جديدة للعمل وخلق وظائف جديدة للمشاريع الاستثمارية ، مما يساهم في خفض معدلات البطالة ، و تعزيز العلاقات الاقتصادية الدولية تنويع الشراكات و تقوية العلاقات مع الصين وهو ما سيعمل في تنويع الشراكات الاقتصادية لمصر، مما يزيد من فرص التعاون مع دول أخرى ، و يدعم القضايا الإقليمية والدولية .

التعاون بين مصر والصين

 وشدد السيد خضر ، أن التعاون بين مصر والصين استراتيجي وهو ما يعزز القضايا الإقليمية والدولية ويعزز موقف مصر في المحافل الدولية . مشددا ، الزيارة تعكس فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتحقيق فوائد ملموسة للاقتصاد المصري، مما يسهم في النمو والتنمية المستدامة ، و أيضا تعزيز الثقة المتبادلة من خلال لقاءات رفيعة المستوى

مستوى عالٍ

وأكد خضر ، أن الزيارة تعكس مستوى عالٍ من الالتزام من كلا الجانبين لتعزيز العلاقات، مما يعزز الثقة بين الحكومتين، كذلك تعملى على زيادة اتفاقيات جديدة وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات في مجالات متعددة مثل التجارة، الاستثمار، والطاقة، مما يفتح آفاق جديدة للتعاون ،والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية والتنسيق السياسي التعاون في القضايا الإقليمية مثل الأمن والاستقرار و يعزز من موقف البلدين في المحافل الدولية.

نتائج كبيرة

وقال الدكتور ياسر شحاتة الخبير الاقتصادي ، إن زيارة رئيس مجلس الدوله الصينى إلى مصر سوف تحقق نتائج كبيرة فى المشروعات التنموية وستثمر مزيد من التعاون المشترك وترسخ الشراكة الشاملة للتجارة والتعاون بين الدولتين. مؤكدا أن مصر تعد أكبر شريك تجاري للصين فى المنطقة وخصوصا في العلاقات الاقتصادية مشددا الصين أيضا من أكبر الشركاء التجاريين للدولة المصرية ، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين الدولتين في منتصف 2023 كان يقدر 30 مليار دولار امريكي ، وهناك حالة من زيادة الاستثمارات الصينية في مصر بشكل مستمر ودائم، خاصة فى مشروعات الطاقة و الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و البنية التحتية وغيرها

منطقة تجارية

وأشار الدكتور ياسر شحاتة ، إلى أن الصين افتتحت منطقة تجارية حرة في مصر عام ٢٠٢٢ وكان لها أثر اقتصادى عظيم , مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية شاملة وتعمق التعاون الاستثماري بين الدولتين . مشيرا إلى أن هناك إقبال متزايد على السيارات الصينية في مصر .

الدولة المصرية

وأكد شحاتة ، أن الدولة المصرية تعتبر الصين شريك استراتيجي كما أن الصين تعتبر القاهرة بوابة القارة الأفريقية للتجارة و تمكنها من تنفيذ مشروعات جديدة وكبيرة في الأفريقية ، مؤكدا أن مصر دولة محورية فى مبادرة الحزام والطريق وتهدف إلى تعزيز الترابط بين اسيا وافريقيا واوروبا . وتسعى إلى توطيد العلاقات الاقتصادية وتعزيز الترابط بين الصين وقارات افريقيا واوروبا واسيا . مؤكدا مصر بوابة الصين لأفريقيا في مبادرة الحزام والطريق

البريكس

 وأكد شحاتة أن تعميق الشراكة الاقتصادية بين مصر والصين يعزز التنمية المستدامة و الحوكمة العالمية في اطار تكتل البريكس و بناء شراكات استراتيجية شاملة ولذلك حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى زيارة الصين لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي بين الدولتين ، مؤكدا أن العلاقات الثنائية ازدهرت في عهد رئيسى الدولتين السيسى وشي جين بينج في مختلف المجالات محققه أعظم النتائج. بهدف بناء مجتمع مصير مشترك ، فى مواجهة الامبريالية العالمية الأحادية الجانب المبنية على السيطرة التوسعية ودعم الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى الأعزل . وهو ما يستوجب الوحدة ووضع الخطط في ظل الازمات العالمية .

وأكد شحاتة ، أن نتائج الزيارة ستكون مهمه جدا وتزيد التعاون الاقتصادي والتنموي بين مصر والصين .