دبلوماسي بريطاني: خطة ترامب للسلام “أفضل خيار واقعي” أمام كييف

كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن أحد الدبلوماسيين البارزين في لندن اعتبر أن خطة السلام التي طرحتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تمثل “أفضل فرصة متاحة” لقيادة كييف في الوقت الراهن، رغم تعدد الملاحظات والانتقادات حول تفاصيل المبادرة. ووفقاً للصحيفة، فإن الدبلوماسي الذي لم يُكشف عن هويته أكد أن الخطة الأمريكية ليست نهائية ويمكن تطويرها، لكنها في المقابل توفر أرضية أولية يمكن البناء عليها للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار وتهدئة النزاع الذي استمر لسنوات.

وأشار الدبلوماسي في تصريحاته إلى أن الخطة قد تكون بمثابة نافذة أمل لوقف إراقة الدماء والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار. وأوضح أن استمرار الحرب يفرض ضغوطاً هائلة على الجيش الأوكراني وعلى الوضع الاقتصادي الداخلي، ما يجعل أي فرصة للتفاوض – مهما كانت ناقصة – أكثر واقعية من استمرار العمليات العسكرية.

ورغم أن وسائل إعلام بريطانية انتقدت بنداً في الخطة يقيد عدد أفراد الجيش الأوكراني بـ600 ألف جندي، إلا أنّ محللين في وزارة الدفاع البريطانية يرون أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تحمل تكاليف جيش أكبر من ذلك، حتى من دون أي اتفاق سلام. وتشير هذه التحليلات إلى أن القدرة الاقتصادية واللوجستية لكييف محدودة، وأن أي التزام بجيش ضخم سيؤدي إلى مزيد من الضغوط على الموازنة العامة.

وتوضح صنداي تايمز أن الخطة الأمريكية، بخلاف ما ذكرته بعض التقارير، لا تشمل أي قيود على امتلاك أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى، بل تركز على ترتيبات وقف إطلاق النار وضبط التحركات العسكرية على خطوط التماس.

أما على المستوى الأوروبي، فقد كشفت صحيفة بيلد الألمانية عن وجود تحفظات واسعة داخل الاتحاد الأوروبي تتعلق ببنود تمس القضايا السيادية، وعلى رأسها الاعتراف الروسي بشبه جزيرة القرم ومنطقتي دونباس وزابوروجيا. كما تنتقد دول أوروبية مقترحات تقليص حجم القوات الأوكرانية وترتيبات الضمانات الأمنية، إضافة إلى ملف استخدام الأصول الروسية المجمّدة.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن الاتحاد الأوروبي سيعقد اجتماعاً مشتركاً مع الولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف لمناقشة تفاصيل الخطة. وفي السياق ذاته، أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عن قمة طارئة في أنغولا لمتابعة الملف.

وفي المقابل، ذكرت الغارديان أن واشنطن أبلغت حلفاءها في الناتو بأن رفض كييف للخطة الحالية سيؤدي إلى طرح مقترح بديل “أسوأ بكثير” من الناحية السياسية والعسكرية. كما أكدت رويترز أن الإدارة الأمريكية أوضحت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضرورة التعامل بجدية مع المبادرة.

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الخطة الأمريكية يمكن أن تكون قاعدة للتسوية النهائية، لكنه شدد على أن موسكو ستواصل العمليات العسكرية إذا تعذر التوصل لاتفاق سياسي.