أمن وحوادث

دواء التخسيس.. تقرير صحفي عن المخاطر وهل يودي للوفاة؟

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

في السنوات الأخيرة انتشرت أدوية جديدة لإنقاص الوزن، خصوصًا فئة أدوية GLP-1 (مثل «أوزمبيك»/«ويغوفي» وغيرها من الأطفال الدوائية)، ما أثار جدلاً طبياً وإعلامياً حول مدى أمانها، والحديث عن حالات وفاة مرتبطة باستخدامها. هذا التقرير يجمع الأدلة المتاحة، ويشرح المخاطر المحتملة، ويجيب بوضوح على سؤال القارئ: هل قد تؤدي هذه الأدوية إلى الوفاة؟

أدوية الـGLP-1 طوّرت أساسًا لعلاج السكري من النوع الثاني، ثم تبين أنها تساعد على فقدان الوزن عن طريق تثبيط الشهية وإبطاء فارغ المعدة. انتشار استخدامها لعلاج السمنة ارتفع بسرعة في 2023–2025، ما دفَعَ جهات تنظيمية وإعلامية إلى مراقبة الآثار الجانبية والإبلاغات بعد التسويق.

ما الذي رُوّي عن حالات وفاة؟

سجّلت قواعد بيانات الجهات الرقابية وتقارير صحفية مئات بل مئات من بلاغات الوفاة التي ذُكرت فيها أدوية إنقاص الوزن، لكن وجود بلاغ لا يعني بالضرورة علاقة سببية مثبتة بين الدواء والوفاة — التحري الطبي والطب الشرعي مطلوب لتحديد السبب الفعلي. تقارير منظمة الأخبار وأبحاث طبية أفادت عن مئات بلاغات وفيات في الولايات المتحدة وبريطانيا تم ربطها بالأدوية من هذه الفئة، مع تحفُّظات حول إثبات السببية.

ما هي المخاطر الصحية المثبتة والمُبلَّغ عنها؟

أهم المشاكل والآثار الجانبية التي رُصدت أو وردت في نشرة المعلومات والأبحاث:

مشاكل هضمية حادة: غثيان شديد، قيء، بطء فراغ المعدة (gastroparesis)، انسداد معوي في حالات نادرة.

التهاب البنكرياس الحاد: أُبلغ عن حالات التهاب بنكرياس بعد الاستخدام، وهو قد يكون خطرًا مهددًا للحياة إذا تطور.

إصابة الكلى الحادة: بلاغات ما بعد التسويق عن فشل كلوي حاد أو تدهور وظائف الكلى في بعض المرضى.

هبوط سكر الدم لدى مرضى يتناولون أدوية خافضة للسكر معاً.

 

كما ثمة مخاوف غير طبية لكنها مهمة: تأثيرات على العلاقة مع الأكل (قد تساهم في تطور اضطرابات أكل لدى بعض المستخدمين) وعلى نوعية الغذاء المتناول.

عوامل تزيد من الخطر

استخدام مستحضرات غير مرخّصة أو مقلّدة (compounded/counterfeit) عبر الإنترنت أو عبر شركات غير مرخَّصة — وهذه مشكلة كبرى؛ وكالات إنفاذ القانون والتحذيرات الرسمية تحذر من أدوية مزيفة قد تكون ملوّثة أو تحتوي على جرعات خاطئة ومكونات خطرة.

تناول الدواء بدون متابعة طبية (بدون فحوصات وظائف كبد/كُلى، وبلا تعديل أدوية أخرى عند الحاجة).

وجود أمراض قلبية، أمراض كبدية أو كلوية سابقة، أو استخدام أدوية قد تتفاعل مع دواء التخسيس.

هل هذه الأدوية تسبب الوفاء ؟

نعم — يمكن أن تساهم في حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة في حالات نادرة، خصوصًا عند وجود عوامل خطرة أو عند استعمال أدوية مزيّفة/غير مراقبة. لكنّ العلاقة السببية ليست مثبتة لكل بلاغ وفاة مسجّل، والقضايا مختلفة بين دواء وآخر وبين حالة وحالة.

تاريخ الأدوية يظهر حالات سابقة (مثل مزيج «فين-فين» في التسعينيات) حيث ارتبطت أدوية إنقاص وزن بتأثيرات قلبية رُفعت بها تحذيرات وسُحِبت من السوق بعد تسجيل وفيات ومضاعفات. هذا التاريخ يذكّر بضرورة الحذر والرقابة الصارمة.

ماذا تقول الجهات التنظيمية؟

الهيئات الصحية (مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وغيرها) تصدر تنبيهات متكررة:

تشدّد على أن بعض الإصدارات المركّبة أو المقلّدة من هذه الأدوية غير معتمدة وقد تكون خطرة.

تطلب الإبلاغ عن أي آثار جانبية، وتحدث ملصقات الأدوية لتتضمن تحذيرات عن التهاب البنكرياس، مشاكل الكلى، والآثار القلبية المحتملة.

1. لا تشتري أدوية إنقاص الوزن عبر الإنترنت من مصادر غير موثوقة. اطلب وصفة طبية ومتابعة من طبيب مختص.

2. قبل البدء: اجري فحوصات أساسية (كبد، كُلى، سكر، قلب) وأعلم الطبيب عن كل أدوية أخرى تتناولها.

3. راقب أعراضاً خطيرة: ألم بطني شديد مستمر، قيء لا يزول، صعوبة في التنفس، إعياء شديد أو تورّم بالأطراف — واطلب رعاية طبية عاجلة إذا ظهرت.

 

4. لا توقف أو تبدّل أدوية السكر أو القلب دون استشارة طبية.

 

5. التفكير المركّب: خُذ بعين الاعتبار أن الدواء ليس بديلاً كاملاً عن المتابعة الغذائية والسلوكية والطبية المستمرة.

أدوية إنقاص الوزن الحديثة قد تكون فعّالة لكثير من المرضى وتغيّر قواعد العلاج لدى من يعانون سمنة مفرطة أو سكرًا من النوع الثاني، لكنّها ليست بلا مخاطر. ثمة بلاغات عن وفيات ومضاعفات خطيرة مرتبطة بهذه الأدوية أو بنسخ مزيّفة منها، ومعظم الجهات الطبية تؤكد أن المخاطر حقيقية لكن إثبات السببية يتطلب تحقيقًا طبيًا دقيقًا. أفضل مسار آمن هو الاستشارة والمتابعة الطبية الرسمية، والابتعاد عن شراء أدوية غير مرخّصة عبر القنوات غير الرسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى