الرئيسيةعرب وعالم

سفينة صغيرة تصنع زلزالاً…مادلين تواجه سماء غزة المحروقة

رحلة التضامن المحظورة مادلين تكسر الحصار والطائرات تطاردها

صوت الأمم

في زمن تتحرك فيه الطائرات بلا طيار أكثر من البشر، تصبح أحيانًا مجرّد رحلة بالقارب، عنوانًا للكرامة.

في مياه البحر المتوسط الهادئة ظاهريًا، تدور معركة غير مرئية بين أمل وحصار، بين قلم وطائرة مسيّرة “مادلين” ليست مجرد سفينة، إنها تحدي جريء وصامت يكسر حاجز الخوف والصمت الدولي و تحمل على ظهرها 30 متضامنًا من أنحاء العالم وأحلام أطفال غزة المحاصرين الذين يرفضون أن تُنسى قضيتهم بينما تحوم فوقها الطائرات المسيّرة وكأن السماء تحاول أن تبتلعها تبحر مادلين بصمتها الصارخ نحو غزة حاملة رسالة واحدة واضحة لن نخضع، لن نصمت

مادلين,  واحدة من سفن تحالف الإبحار  وهو تحالف غير حكومي ينظم رحلات بحرية تضامنية لنقل مساعدات رمزية ودعم معنوي لسكان غزة وتقل السفينة 30 متضامنًا دوليًا من جنسيات أوروبية وآسيوية وعربية, وتحمل السفينة شحنات خفيفة تتضمن أدوات تعليمية، مواد غذائية رمزية، ونسخًا من رسائل أطفال إلى أطفال غزة، دون أن تتضمن أي معدات عسكرية أو محظورات , و مع بلوغ السفينة مسافة تُقدّر بنحو 120 كيلومترًا من شواطئ غزة أفادت مصادر على متنها بأن مجموعة من الطائرات المسيّرة غير المأهولة بدأت بملاحقتها على ارتفاع منخفض وأكدت شهادات طاقم السفينة أن الطائرات قامت بمناورات قريبة ورش مادة غير معروفة ما أثار حالة من القلق بين الركاب لكن لم تسجَّل أي إصابات أو حالات تسمم

تصريحات مارغريت ليند

في تسجيل مصور بثّته قبل ساعات من اقترابها من حدود غزة البحرية قالت الناشطة مارغريت , نحن لا نحمل سوى أقلام ودفاتر ولا نطلب سوى أن يُسمح لنا بالوصول إلى أطفال يستحقون الحياة والتعليم، تمامًا كأطفال أوروبا والعالم , وأضافت أن مشاركتها ليست سياسية، بل أخلاقية، نابعة من إحساس “بالمسؤولية تجاه من لا صوت لهم بينما تواصل “مادلين” طريقها نحو غزة، يظل الغموض يحيط بمصيرها في ظل التحركات الجوية العدائية وعدم وضوح الموقف الإسرائيلي الرسمي. وتبقى التساؤلات قائمة , هل ستُسمح للسفينة بالوصول أم تواجه المصير الذي لاقته سابقاتها من سفن التضامن

موقف السلطات الإسرائيلية

لم يصدر تعليق رسمي بعد من السلطات الإسرائيلية بشأن السفينة “مادلين”، إلا أن مصادر أمنية نُقلت عنها تصريحات تفيد بأن أي محاولة لكسر الحصار تُعتبر انتهاكًا للسيادة البحرية وسيتم التعامل معها ضمن الإجراءات المتبعة  وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى إمكانية توجيه السفينة إلى ميناء أشدود كما حدث في وقائع سابقة

سياق تاريخي ومحاولات سابقة وأصداء لم تُنسَ

ليست “مادلين” أول سفينة تتجه إلى غزة، لكنها الأولى منذ أكثر من 3 سنوات التي تصل إلى هذه المرحلة من الإبحار دون تدخل فوري ,  ويستذكر كثيرون في الأوساط الحقوقية ما حدث في عام 2010 عندما هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة مافي مرمرة ، ما أسفر عن مقتل 10 متضامنين أتراك وأدى إلى أزمة دبلوماسية حادة مع أنقرة ، لكن بعكس مافي مرمرة، فإن  مادلين تفتقر للحماية الدولية أو المواكبة الإعلامية المباشرة  الأمر الذي يزيد من هشاشتها أمام أي قرار عسكري مفاجئ وتدور تساؤلات حاليًا عن سبب غياب التغطية المباشرة من وسائل الإعلام العالمية خصوصًا أن السفينة كانت تبث بثًا حيًا عبر قنوات خاصة حتى صباح اليوم ثم انقطع البث فجأة بعد ظهور الطائرات المسيّرة

إلى أين تتجه الأمور

حتى اللحظة تشير المعطيات إلى ثلاثة سيناريوهات ممكنة ، وهي  اعتراض عسكري خلال الساعات القادمة  كما حدث في محاولات سابقة قد يتم إرسال وحدة كوماندوز بحرية لإجبار السفينة على التوجه إلى ميناء إسرائيلي ، أو تراجع قسري تحت ضغط التهديدات الجوية وانقطاع الاتصال، قد يختار الطاقم العودة أدراجه نحو قبرص أو اليونان , الوصول المفاجئ  وهو السيناريو الأقل احتمالًا لكنه ممكن في حال تراجعت إسرائيل عن التدخل تفاديًا لأزمة إعلامية أو ضغط دبلوماسي مرتقب

زر الذهاب إلى الأعلى