حريق سنترال رمسيس…. لحظة حاسمة في تاريخ الاتصالات المصرية

إيمان  خالد خفاجي – خالد جادالله

بلاد توقفت ولا أحد يتخيّل حجم الضرر من سنترال واحد

في ظهر أمس  اندلع حريق هائل في سنترال رمسيس قلب شبكات الاتصالات بوسط القاهرة  ليحدث صدمة عامة إذ توقّفت الخدمة وانهارت القدرة على الاتصال، حتى بدا المواطن كمن فقد صوته نحو العالم كله أربع كارثة في آن واحد وفاة 4 موظفين، إصابة 27 آخرين، وتعطّل الإنترنت والاتصالات إلى 62 % فقط من طاقتها، فيما شُلّت حتى طوابير الدواء والتداول المصرفي

ماذا جرى

الساعة الأولى اندلاع حريق في غرفة تشغيل معدات رمسيس بمبنى تابع لشركة الاتصالات المصرية Telecom Egypt وخروج الكهرباء بالكامل كإجراء أمني

فورياً معظم مؤسسات الدولة تعثرت وصار الإجناس مؤقتاً إلى حدود 62 % من الخدمة الوطنية حسب «NetBlocks».

امس: 4 قتلى و27 مصاباً نقلوا للمستشفيات بتأثير الدخان، فيما فتحت النيابة تحقيقاً في سبب الحريق المحتمل الذي رجّحه التقرير المبدئي أن يكون “ماسّاً كهربائياً”.

ميدانيّاً الوزير يتحرّك وينفي ما يثير الهلع

عمرو طلعت قطع زيارته الخارجية فور الحادث، وتوجّه للموقع يرافقه مسؤولون بارزون بجهاز تنظيم الاتصالات وشركة المصرية للاتصالات

وقد أعلن أنّ الخدمة ستعود تدريجياً خلال 24 ساعة، نقلت كل الخدمات إلى سنترالات بديلة نافياً اعتماده على سنترال واحد فقط

طمأن المواطنين بأن البيانات مؤمنة بالكامل وأن الهياكل البديلة تعمل بشكل احتياطي فائت

تحت القبة البرلمان يستيقظ ويستدعي

قدّم رئيس مجلس النواب، حنفي جبالي، بيانات عاجلة واعتبر أن الضرر جسيم لا يقبل التهوين و ليس فقط من ناحية تبعات الحريق المباشرة بل لتعطّل الخدمات الحيوية

طالبت النائبة مارثا محروس بخطة عاجلة لإعادة هيكلة الخدمات والتدقيق في إمكانيات الطوارئ والبنية التحتية

وانسحب التوتر على حديث النائب عمرو درويش الذي وصف ما حصل بأنه كارثة حقيقية  واستنكر ضعف المنظومة الاحتياطية و تم توجيه الدعوة لوزير الاتصالات لحضور اجتماع عاجل بلجنة الاتصالات اليوم على أن يتابع رئيس المجلس بنفسه مجريات التحقيقات

تحليل ما وراء المشهد

خطة الطوارئ النقل التدريجي للخدمات إلى سنترالات بديلة يدل على بنية احتياطية متحلّية بجزء من المرونة لكن البرلمان ينتقد غيابها بشكل شامل

الأمن المعلوماتي تأكيد تأمين البيانات يقلل من المخاوف لكن لا توجد شفافية حول طبيعة النسخ الاحتياطية وطرق الحماية

الثقة في الحكومة الرقمية تأتي هذه الواقعة كتحدٍ جاهز للرقمنة فهل نملك بنية رقمية لا تنهار أمام أزمة واحدة

المسؤوليات النيابة شكلت لجنة تحقيق، والبرلمان يستعد لتوجيه توصيات صارمة وربما محاسبة

كارثة اتصالات حريق تسبب في خسائر بشرية ومادية وأثار شكلاً غير مسبوق في رقمنة الدولة

استجابة فنية سريعة الوزير قطع سفره والخطة التقنية نقلت الخدمة مؤقتاً إلى العداد

رسائل للمواطن إصلاحات لازمة في البروتوكولات، وضبط أنظمة الحماية الرقمية وتعزيز الثقة بخطط الطوارئ.