
كتبت :إيمان خالد خفاجي
عادة ما تُصمم الروبوتات الشبيهة بالبشر لمهام عملية مثل مساعدة كبار السن أو العمل في البيئات الخطرة، لكن دورها في الفنون الإبداعية ظل محدودًا. الآن، يسعى باحثون من عدة جامعات إلى سد هذه الفجوة عبر ابتكار جديد يسمى “Robot Drummer”، وهو أول روبوت عازف إيقاع قادر على أداء مقطوعات معقدة بدقة تصل إلى 90%.
بدأت الفكرة من نقاش بسيط بين الباحثين أسد علي شهيد ولوريس روفيدا، حيث تساءلا لماذا لا تدخل الروبوتات عالم الإبداع، ووجدوا أن الطبول هي الخيار المثالي لأنها تتطلب إيقاعًا، حركة جسدية، وتنسيقًا سريعًا.
كيف يعمل “عازف الطبول الآلي”؟
طور الفريق نظامًا يعتمد على التعلم الآلي يتيح للروبوت G1 من شركة Unitree تحويل الموسيقى إلى سلسلة دقيقة من ضربات الطبول. كل مقطوعة موسيقية تُترجم إلى أحداث تلامس مُحددة بوقت، تُخبر الروبوت عن الطبلة التي يجب أن يقرعها والتوقيت المناسب لكل ضربة.
تضمن التدريب بيئة محاكاة ساعدت الروبوت على تطوير سلوكيات شبيهة بالبشر، مثل:
تبديل عصي الطبول
الضربات المتقاطعة بالذراعين
تحسين حركته على مجموعة الطبول
نتائج مذهلة ودقة عالية
تم اختبار الروبوت على أنواع موسيقية مختلفة، منها الجاز، والروك، والميتال، باستخدام مقطوعات شهيرة مثل “In the End” لفرقة لينكين بارك و “Living on a Prayer” لبون جوفي. حقق الروبوت دقة إيقاعية تجاوزت 90% في العديد من المقطوعات، وتعلم التخطيط المسبق للضربات وتغيير العصي بسرعة.
يرى الباحثون أن هذا الابتكار قد يفتح الباب أمام انضمام الروبوتات إلى الفرق الموسيقية الحية في المستقبل. كما يخطط الفريق لتطوير قدرات الروبوت لكي يتمكن من الارتجال، والتكيف مع الإشارات الموسيقية، والاستجابة الفورية مثل العازفين البشر.
إذا نجحت هذه التطويرات، فقد نشهد قريبًا حفلات موسيقية تجمع بين فنانين بشريين وآليين يشاركون في الأداء، وهو ما قد يغير مستقبل الموسيقى الحية.