الرئيسيةمقالات الرأي

عبد العزيز سلام يكتب : ٢٤٠ساعة في قلب الصين.. سياسة الإعفاء من التأشيرة تفتح أبواب الشرق أمام العالم

 

بقلم: عبدالعزيز سلام الإعلامي بالتلفزيون الصيني

في خطوة تعكس رؤيتها المتجددة نحو الانفتاح والتواصل الحضاري، أعلنت الصين عن سياسة جديدة تتيح لمواطني عدد كبير من

٢٤٠ساعة في قلب الصين..

 سياسة الإعفاء من التأشيرة تفتح أبواب الشرق أمام العالم

دخول أراضيها دون تأشيرة لمدة تصل إلى 240 ساعة، أي ما يعادل 10 أيام تقريبًا. هذا الإجراء اللافت لا يقتصر على تيسير حركة السفر والسياحة، بل يحمل في طياته رسائل عميقة عن انفتاح الصين المتزايد على العالم واستعدادها لبناء جسور الثقة والتعاون مع مختلف الشعوب. في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية والحمائية الاقتصادية في أجزاء كثيرة من العالم، تأتي هذه السياسة لتؤكد أن بكين تختار طريق الانفتاح، وترحب بكل من يريد اكتشاف حضارتها العريقة ونهضتها الحديثة.

انفتاح محسوب وذكاء دبلوماسي

سياسة الإعفاء من التأشيرة لمدة 240 ساعة ليست مجرد مبادرة سياحية، بل تمثل جزءًا من رؤية استراتيجية أوسع لتعزيز “التواصل البشري” وتقوية علاقات الصين بالعالم الخارجي. فبينما تبدي بعض الدول تشددًا في منح التأشيرات أو تفرض قيودًا بيروقراطية معقدة، تختار الصين طريق التيسير، وتفتح مطاراتها ومدنها أمام الزوار المؤقتين الراغبين في استكشاف ثقافتها، عقد صفقات تجارية، أو حتى التوقف العابر ضمن رحلاتهم الدولية.

دول مشمولة.. وخريطة انفتاح جديدة

تشمل السياسة الجديدة إعفاء مواطني ٥٥ دولة حول العالم من تأشيرة الدخول المؤقتة إلى الصين لمدة 240 ساعة، ويمكنهم التجول بحرية في عدد من المدن الكبرى دون الحاجة إلى أي ترتيبات مسبقة معقدة. ومن أبرز هذه الدول: ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، روسيا، هولندا، كوريا الجنوبية، ماليزيا، سنغافورة، أستراليا، ونيوزيلندا.

أما بالنسبة إلى الدول العربية، فقد دخلت بعض منها ضمن قائمة الإعفاء الكامل من التأشيرة أو في نطاق التسهيلات المتبادلة، وتحديدًا:

. ) الإمارات العربية المتحدة (إعفاء من التأشيرة لمدة 30 يومًا

 ). قطر (إعفاء مماثل لمدة 30 يومًا

 المملكة العربية السعودية والبحرين تمت الإشارة إليهما ضمن الدول التي تخضع لمفاوضات متقدمة بشأن ترتيبات تبادل الإعفاء من التأشيرة.

وفي المقابل، تسمح سياسة الـ240 ساعة لمواطني معظم الدول العربية التي لم تدخل بعد ضمن قائمة الإعفاء الكامل، بالتقدم للحصول على ترانزيت مؤقت (Transit Without Visa) عند المرور عبر مطارات كبرى مثل بكين، شانغهاي، قوانغتشو، وتشنغدو.

انعكاسات على الاقتصاد والسياحة

من المتوقع أن تفتح هذه السياسة أبوابًا واسعة للسياحة والتجارة، وتزيد من عدد الزوار الأجانب، مما يعزز قطاعي الخدمات والضيافة، ويدعم الاقتصاد المحلي، خاصة في المدن ذات البنية التحتية الجاهزة لاستقبال الزوار. كما أنها تمهد الطريق لعقد المزيد من الاتفاقات الثنائية مع دول العالم، على أساس المعاملة بالمثل، مما يوسع من تأثير الصين الناعم على المستوى العالمي.

رسالة حضارية من الصين للعالم

تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من المبادرات التي تبنتها الصين لتقديم نفسها كقوة عالمية مسؤولة ومنفتحة. ففي عالم تتزايد فيه العزلة والحمائية، تبرز الصين كصوت يدعو إلى الانفتاح، ويؤمن بأن بناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك يبدأ من التواصل المباشر، وتبادل الزيارات، وفهم الآخر.

٢٤٠ ساعة قد لا تكفي لاكتشاف كل جوانب التنوع الصيني، لكنها كفيلة بفتح نافذة جديدة على الشرق الأقصى، حيث تلتقي التقاليد بالحضارة، وحيث ترحب الصين، بقلب مفتوح، بالعالم أجمع.

زر الذهاب إلى الأعلى