

كتب: أيمن عامر
شهدت مختلف المؤسسات الرسمية والمدنية والقطاع الخاص احتفالات واسعة باليوم العالمي لذوي الإعاقة، مؤكدين أن دعم ودمج أصحاب الهمم ليس مجرد التزام أخلاقي، بل واجب إنساني ومجتمعي يضمن لكل فرد فرصة عادلة للمشاركة والإبداع. وشدد المشاركون في الفعاليات على أن تمكين ذوي الإعاقة يمثل خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر عدلًا ورحمة، حيث يصبح الاختلاف مصدرًا للقوة والتنوع.

وجاء المؤتمر الثالث للدمج المجتمعي لأصحاب القدرات الخاصة، الذي نظمته مؤسسة إيليت جيت للتدريب وريادة الأعمال تحت شعار «أنا إنسان.. إذن أنا موجود»، ليعزز أهداف هذا اليوم العالمي عبر نشر ثقافة الدمج، وإبراز الدور المحوري لأصحاب الهمم في التنمية، وتقديم نماذج ناجحة ملهمة تؤكد قدرتهم على الإبداع والتأثير.

ويهدف المؤتمر إلى دعم الأسر وتزويدها بالأدوات التربوية اللازمة لمساندة أبنائها، إلى جانب خلق شبكة تواصل بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية لتنسيق الجهود وتعزيز فرص التعاون والشراكة.

عبير نصّار: الدمج الحقيقي ممارسة يومية لا مناسبة موسمية
أكدت الدكتورة عبير نصّار، رئيس المؤتمر ورئيس مجلس إدارة شركة إيليت وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لرياضات قصار القامة، أن الدمج المجتمعي لا ينبغي أن يقتصر على الاحتفالات السنوية، بل يجب أن يتحول إلى سلوك يومي وسياسة عامة.

وأوضحت أن تمكين الأطفال والشباب من أصحاب الهمم يبدأ من داخل الأسرة، عبر التوعية والتدريب على أساليب الدعم النفسي والمعرفي، ثم يمتد إلى المدارس والمؤسسات الثقافية والإعلامية، التي تلعب دورًا محوريًا في إبراز مواهبهم وتغيير الصورة النمطية عنهم.
وأضافت أن نشر ثقافة الاحترام وقبول الآخر، وإدراك أن لكل فرد مساهمة خاصة وقيمة فريدة، يمثل حجر الأساس لبناء مجتمع يحتضن التنوع ويصنع الفارق.
محمد صبحي: أصحاب الهمم قوة وطنية يجب الاستثمار فيها
شهدت الاحتفالية هذا العام مشاركة مميزة للفنان الكبير محمد صبحي، المعروف بدعمه المستمر لقضايا ذوي الهمم. وأكد صبحي أن المجتمع بحاجة إلى رؤية قدرات هذه الفئة بعين التقدير وليس الشفقة، فهم — على حد وصفه — “أصحاب عزيمة أقوى مما نتصور”، ويمكن لطاقاتهم أن تسهم بشكل فعّال في خدمة المجتمع والوطن إذا أُتيحت لهم الفرصة.
مبادرات متواصلة وفعاليات متنوعة
وكانت مؤسسة “إيليت” قد بدأت الاحتفال مبكرًا من خلال أنشطة خاصة باليوم العالمي للعصا البيضاء واليوم العالمي للغة الإشارة، وصولًا إلى الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وشهدت الفعالية حضور عدد من الرموز السياسية والعامة، من بينهم الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وممثلون عن المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية.
كما تم تكريم العشرات من أصحاب الهمم والأمهات المثاليات، تقديرًا لجهودهم وتفوقهم. وتضمن الحفل عروضًا فنية وموسيقية واستعراضية قدّمها أفراد من ذوي الإعاقة، إضافة إلى معرض للّوحات الفنية المبدعة التي لاقت إعجاب الحضور.
رسالة إنسانية ختامية
واختتمت الدكتورة عبير نصّار بتأكيد أن احترام ذوي الإعاقة والاعتراف بقيمتهم هو دليل على رقي المجتمع وقدرته على تجاوز أي تمييز. وقالت:
“القوة لا تُقاس بعضلات الجسد، بل بعزيمة القلب وروح العطاء. وكل خطوة صغيرة لدعم ذوي الهمم تصنع أثرًا كبيرًا وتمدّ الجسور نحو مستقبل أكثر عدلًا ورحمة وإنسانية.”




