الرئيسيةمقالات الرأي

لي ينغ تكتب :  الحضارتان الصينية والمصرية: الحوار والتعلم المتبادل تعزز التسامح والتعايش والتقدم البشرية

 

‏‎بقلم: فريدة / لي ينغ، الصحفية الصينية في CGTN العربية

 

‏‎قام وزير الثقافة المصري الدكتور  أحمد فؤاد هنو ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي السيد حسين فهمي بزيارة إلى مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان بغربي الصين في الفترة من 11 إلى 14 سبتمبر للمشاركة في الدورة الثانية لجوائز الباندا الذهبية. تمثل الحضارتان الصينية المصرية القديمتان اللقاء والحوار والتبادل والتعلم في أرض شو القديمة الصينية.

 

‏‎في “المنتدى الثقافي الدولي لجوائز الباندا الذهبية لعام 2025” الذي يقام في 13 سبتمبر 2025، ألقى وزير الثقافة المصري كلمته بعنوان “مصر والصين … تاريخ لا ينتهي” حيث أكد فيها أن الحوار بين الحضارات ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة إنسانية تفرضها علينا التحديات العالمية، وتستوجبها مسيرة البشرية لمستقبل أكثر سلامًا وتفاهمًا. ويوجد الحرص الدائم على تعزيز التبادل الثقافي والإبداعي بين مصر دول العالم بشكل عام والصين بشكل خاص في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة: السينما، والأفلام الوثائقية، والرسوم المتحركة، والدراما التلفزيونية، لما تمثله هذه الفنون من أدوات مؤثرة في بناء الوعي وتعزيز التفاهم المتبادل.

 

‏‎ومن جانبه، شارك رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي السيد حسين فهمي في جلسة حوار في المنتدى حيث أشار إلى أن اللغة ليست أهم ما في السينما، بل الأهم هو أن الأفلام تستطيع أن توصل مشاعر إنسانية مشتركة. وجدير بالذكر أن حسين فهمي وقع مذكرة تعاون بين “جوائز الباندا الذهبية” و”مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” في 11 سبتمبر 2025.

 

‏‎تعتبر التبادلات الثقافية بين الصين ومصر جزءا مهما من العلاقات الثنائية. إن الحضارتان الصينية والمصرية من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية، والشعوب الصينية والمصرية خلق مجتمع متطور للغاية وغنية بالتقاليد الروحية والتراث الثقافي الأبدي. في السنوات الأخيرة، حققت الصين ومصر إنجازات مثمرة في التعاون والتبادلات في مجال السينما والتلفزيون والفنون والمعارض والتعليم وما إلى ذلك، حيث بنيت جسرا للتواصل والتفاهم بين الشعبين.

 

‏‎في مجال السينما والتلفزيون، وقعت مجموعة الصين للإعلام مذكرة تعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في يوليو 2024 مما يمهد الطريق أمام التعاون والتبادل بين الصين ومصر في مجال السينما والتلفزيون.

 

‏‎في مجال الفن، لاقت عروض الفرق الراقصة والموسيقيين المصريين في الصين تفاعلا كبيرا. كما شاركت الصين بنشاط في الفعاليات الفنية التي استضافتها مصر، ومن أبرزها عرض فرقة الباليه المركزية الصينية في دار الأوبرا بالقاهرة في يونيو الماضي، والذي حقق نجاحا واسعا.

 

‏‎في مجال المعارض، نظمت الصين ومصر في عام 2024 عشرات الفعاليات الثقافية والإنسانية في إطار “عام الشراكة المصرية الصينية”. ومن أبرز هذه الفعاليات معرض “الحضارة المصرية القديمة” الذي أقيم في متحف شانغهاي، والذي استقطب أكثر من مليوني زائر، محطماً أرقامًا قياسية عالمية في الإقبال على معارض التحف الفردية.

 

‏‎في مجال التعليم، اللغة الصينية قد دخلت رسميا في نظام التعليم في مصر. ما يقرب من 30 مدرسة تقدم دورات في اللغة الصينية، وتسعي معاهد كونفوشيوس في القاهرة والإسكندرية إلى تعزيز تعلم اللغة الصينية مما يعزز بناء جسور التواصل بين الأجيال الشابة الصينية والمصرية أيضا.

 

‏‎يصادف عام 2026 المقبل الذكرى السنوية السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. ستحقق الصين ومصر المزيد من التبادلات الثقافية والحضارية في المستقبل في إطار “الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر”. كما هي مذكورة في رسالة التهنئة من الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المؤتمر الوزاري للحوار بين الحضارات العالمية الذي عقد في بكين في يوليه 2025، ” إن ازدهار الحضارة والتقدم البشري لا يمكن فصلهما عن التبادلات والتعلم بين الحضارات. وإن الصين على استعداد للعمل مع جميع البلدان الأخرى على الحفاظ على مفهوم الحضارة بالمساواة، والتعلم المتبادل، والحوار، والتسامح  لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز بناء شبكة عالمية للحوار والتعاون بين الحضارات من أجل دفع تقدم الحضارة البشرية والتنمية السلمية في العالم ” .

 

زر الذهاب إلى الأعلى