ليلة ثقافية أذربيجانية حافلة بمصر تجمع شباب النيل والقوقاز
2025-10-12
دعاء زكريا
في مبادرة فريدة من نوعها، نظمت الدكتورة ساندي سالم، الطبيبة والعالمة الشابة ذات الأصول المصرية الأذربيجانية، “ليلة الثقافة الأذربيجانية” التي تقام لأول مرة بهذا الطراز، في القاهرة، حيث يُعد هذا الحدث، الذي قادته مجموعة من الشباب بالكامل، هو الأول من نوعه في البلاد، وجاء تزامناً مع إعلان رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف، عن عام 2025 ليكون “عام الشباب” في بلاده. وقد جسدت هذه الليلة حلم ساندي في مد جسور التواصل الثقافي وإظهار كيف أثرت التعددية العرقية على عملها الاجتماعي.
انطلقت فعاليات الأمسية بلمسة وطنية حيث تم تحية النشيدين الوطنيين الأذربيجاني والمصري تحية للبلدين. تلى ذلك فقرة غنائية مؤثرة قدمتها ساندي ، حيث شدت بأغنية “صاري جيلين” (Sarı Gəlin)، وهي أغنية أذربيجانية شهيرة تعني “العروس الذهبية” ومسجلة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي.
كما كانت النجمة الأبرز في الأمسية هي الراقصة الأذربيجانية-التركية المعروفة ليناي سيد علي زاده (Lenay SeidAliZade). قدمت ليناي خمس رقصات أذربيجانية أصيلة لاقت استحسان الجمهور، وهي: “تركمه” (Tərəkəmə)، “ميرزايي استكان” (Mirzəyi stəkan)، “آغ تشيتشك” (Ağ çiçək)، “إينابي” (İnnabı)، و١٠١.
شهدت الليلة مزيجاً غنياً من الثقافات، حيث تضمنت فقرة للمطربة الفنانة المصرية المعروفة شاهيناز، بالإضافة إلى عروض رقص صعيدي و التنورة التقليدي من التراث المصري.
كما عزز الحدث البعد “التركي” بشراكة أخوية من سفارات الدول الناطقة بالتركية، و استضافته إقامة السفير التركي في القاهرة، تأكيداً على عمق العلاقات الأخوية بين أذربيجان وتركيا ومصر. وشهدت الأمسية أيضاً مشاركة مميزة من جمهوريات أخرى ناطقة باللغة التركية، مثل ريجينا من تتارستان وإلفيرا من باشكيريا.
في وسط الأمسية الدافئة والمليئة بالطاقة، أُقيم حفل تقطيع كعكة بمناسبة اليوبيل الخامس لمسابقة “اكتشف أذربيجان في مصر”، والتي ينظمها المركز الثقافي الأذربيجاني في مصر. تحت رئاسة الدكتورة صدى علي، مديرة المركز ،بالشراكة مع الدكتورة سابينا سلطان، المنسق الرسمي للجالية الأذربيجانية في مصر في تنظيم هذه الأمسية.
وكانت الفقرة الأكثر إثارة وتشويقاً هي الختام الذي جمع الجميع في رقصة ثقافية مشتركة تسمى “يالّي” (Yallı)، حيث رقص جميع الحاضرين الذين فاق عددهم 150 شخصاً معاً على أنغام أغنية “أذربيجان” للفنانة زلفية خانبابايفا (Zülfiyyə Xanbabayeva)، لتختتم الأمسية بلوحة فنية تعكس الوحدة والتآخي الثقافي.
في نهاية الحفل، عبرت ساندي عن سعادتها الغامرة قائلة: “لطالما كان حلمي أن أمد الجسور بين الثقافات، وأن أُظهر للدول الأخرى كيف أثرت هذه التعددية العرقية في شخصيتي وعملي الاجتماعي.” وقد كانت ليلة ثقافية حافلة لاقت إعجاب جميع الحضور.