الرئيسيةمنوعات

ماريا كورينا ماتشادو الحاصلة على نوبل للسلام مروّجة للعنف والدعوات للتدخل العسكري ومحرضة على حربٍ أهلية

أيمن عامر 

تُعدّ ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة اليمين المتطرف في فنزويلا والحاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، من أبرز الشخصيات التي ارتبط اسمها بسلسلة طويلة من الأعمال العنيفة، بما في ذلك محاولات الانقلابات العسكرية، والدعوات إلى فرض إجراءات قسرية أحادية الجانب، وحتى التدخل العسكري ضد بلادها. وقد أصبح نشاطها السياسي والإعلامي عاملاً محرضًا على الحرب والعنف.

ماتشادو، التي تتزعم تنظيم “فينتي فنزويلا” (Vente Venezuela)، تتبنى خطابًا يدعو إلى الحرب الأهلية في البلاد، وهي مواقف تتبناها منذ انطلاق الثورة البوليفارية عام 1999، حيث شاركت في مؤامرات متكررة للإطاحة بالنظام الشرعي. وكانت من أوائل أنشطتها العلنية مشاركتها الفعّالة في الانقلاب على الرئيس الراحل هوغو تشافيز في أبريل 2002، إذ وقّعت على وثيقة تؤيد حكومة الأمر الواقع غير الشرعية برئاسة رجل الأعمال بيدرو كارمونا إستانغا.

وبعد فشل الانقلاب وعودة الشرعية بفضل التحالف المدني–العسكري، نظّمت ماتشادو من خلال شركتها “سوماتي” (Súmate) حملة لجمع تواقيع من أجل استفتاء لعزل الرئيس خارج الأطر القانونية التي نصّ عليها الدستور الذي أقرّه الشعب في ديسمبر 1999. وقد شابت العملية مخالفات واسعة، ما اضطر السلطات إلى إعادتها لاحقًا.

تنتمي ماتشادو إلى عائلة فنزويلية من الطبقة الأرستقراطية، إذ كانت أسرتها تملك أكبر شركة للحديد والصلب في البلاد، قبل أن تقوم الدولة بشرائها عام 2010.

انتُخبت نائبة في البرلمان عام 2010، لكنها فقدت مقعدها عام 2014 بعد قبولها تمثيل بنما كمندوبة دبلوماسية لدى منظمة الدول الأمريكية (OEA)، في انتهاك واضح للمادة 191 من الدستور.

دأبت على التحريض على العنف والمشاركة في أعمال الشغب التي تُعرف محليًا باسم “غواريمباس”، كما دعت مرارًا إلى تدخل عسكري أمريكي في فنزويلا. وفي فبراير 2019، طالبت الجمعية الوطنية التي كانت آنذاك تحت سيطرة المعارضة، بتفعيل المادة 187 للسماح بـ تدخل عسكري متعدد الجنسيات داخل البلاد.

وفي مايو 2005، وأثناء تصاعد التنديدات بجرائم الحرب الأمريكية في العراق، قامت ماتشادو بزيارة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن، طالبةً تدخلاً أمريكيًا ضد فنزويلا، عندما كانت تشغل منصب المديرة التنفيذية لشركة سوماتي.

كما تُعرف ماتشادو بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، إذ تُبدي إعجابها بـ“النظام الصهيوني”، وتؤكد في خطاباتها رغبتها في استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ونقل السفارة الفنزويلية إلى القدس. وقد أصدرت تصريحات وبيانات عبر حزبها فينتي فنزويلا تعبّر فيها عن دعمها للكيان الإسرائيلي. وفي ديسمبر 2018، وجّهت رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأرجنتيني آنذاك ماوريسيو ماكري، طالبةً تدخلاً عسكريًا في فنزويلا.

في عام 2015، أصدرت الهيئة العامة للرقابة قرارًا بمنعها من تولي أي مناصب عامة بسبب قضايا فساد مالي، وهو القرار الذي ثبّته القضاء الفنزويلي في يناير 2024.

وفي نوفمبر 2024، فتحت النيابة العامة تحقيقًا ضدها بتهم الخيانة العظمى والتآمر، بعد دعمها لمشروع قانون أمريكي يهدف إلى فرض عقوبات على حكومة نيكولاس مادورو، كما طالبت البيت الأبيض بفرض تدابير قسرية أحادية ضد الشعب الفنزويلي.

كذلك، تورطت ماتشادو في فضيحة تُعرف باسم “الكوكوتاسو” (El Cucutazo)، التي تضمنت اختلاس ملايين الدولارات المخصصة لما سُمِّي بـ“المساعدات الإنسانية” خلال فترة “الحكومة المؤقتة” التي تزعمها خوان غوايدو، الفار من العدالة.

وفي أكتوبر 2025، أعلن وزير الداخلية والعدل والسلام ديوسدادو كابيو أن ماتشادو كانت وراء مخطط لشن هجوم على السفارة الأمريكية في كراكاس، هدفه استفزاز تدخل عسكري أمريكي مباشر ضد فنزويلا.

كما اتُّهمت في يوليو 2024 من قبل المدّعي العام طارق وليام صعب بـ التلاعب الانتخابي، بعد تقديمها وثائق مزورة على أنها “محاضر رسمية” للطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية.

وأفادت النيابة أن مجموعات مسلحة تُعرف باسم “الكوماندوسات الصغيرة” (Comanditos)، والتي أنشأتها قوى اليمين المتطرف بقيادة ماتشادو، كانت وراء أعمال العنف التي تلت انتخابات 28 يوليو 2024، وأسفرت عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 192 آخرين.

كما وُجهت إليها اتهامات بالتورط في مخططات لاغتيال الرئيس نيكولاس مادورو، إلى جانب دعمها للعقوبات الأجنبية والدعوات للتدخل العسكري وتحريك العصابات الإجرامية لإحداث الفوضى وتغيير النظام بالقوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى