ماو نينغ المتحدثة باسم خارجية الصين من القاهرة : الحضارتان الصينية والمصرية نموذج للتعلم المتبادل والتعاون المربح للطرفين


أيمن عامر
قالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إن زيارتها إلى القاهرة عكست عمق العلاقات التاريخية والإنسانية بين الصين ومصر، مؤكدة أن التعاون بين البلدين يقوم على أسس حضارية راسخة وشراكة تنموية متنامية، وأن اتجاه التنمية في الصين يحمل تأثيرًا مباشرًا على الاقتصاد العالمي وعلى التعاون الصيني-المصري على وجه الخصوص. مؤكده أن العلاقات الصينية المصرية المتنامية نموذج يحتذى به فى العلاقات الدولية .
وأكدت المتحدثة الصينية أن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تفتح فرصًا جديدة للتعاون مع مصر، في ظل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بقيادة الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشارت إلى نجاحات التعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، مثل منطقة التعاون الاقتصادي بالسويس، ومنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات الطاقة الخضراء والاقتصاد الرقمي، والتي جسدت مفهوم المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
وأعربت ماو نينغ ، خلال مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء بالقاهرة، قدمه المتحدث الرسمي باسم سفارة الصين بالقاهرة تشو شياو تشونج ، بحضور السفير الصيني في مصر لياُو ليتشيانغ في اليوم الثالث من زيارتها الرسمية لمصر، عن سعادتها بالتواجد في العاصمة المصرية، واصفة مصر بأنها تجمع بين «عراقة الحضارة والدولة الحديثة ومشيدة بكرم الشعب المصرى

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن الاهتمام المتزايد في مصر بالشأن الصيني، سواء على المستوى الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي، يعكس عمق الروابط بين الشعبين، مشيرة إلى الإقبال الواسع على النسخة العربية من كتاب «شي جين بينغ حول الحكم والإدارة»، وإدراج المجلد الثالث منه في مكتبات 27 محافظة مصرية، ليصبح أول مؤلف لزعيم أجنبي يدخل ضمن المناهج التعليمية الوطنية في مصر.
كما لفتت إلى النجاح الذي حققه كتاب «الطريق الصيني: سر المعجزة» للمستشرق المصري أحمد سعيد، والذي عرض التجربة الصينية في التنمية، وحقق انتشارًا واسعًا بين القراء في مصر.
وأوضحت ماو نينغ أن العلاقات الصينية-المصرية تستند إلى ثلاثة محاور رئيسية، هي التفاعل الحضاري العميق، والتعاون الاقتصادي المتبادل المنفعة، وتأثير الصين المتزايد في الاقتصاد والسياسة على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق، أكدت أن الصين ظلت أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 13 عامًا متتالية، وأن واردات الصين من مصر شهدت نموًا ملحوظًا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، متجاوزة إجمالي واردات العام الماضي، إلى جانب كون الصين من أسرع المستثمرين نموًا في السوق المصرية، حيث تجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في مصر 2800 شركة، بإجمالي استثمارات بلغ نحو 9 مليارات دولار.
كما أشارت إلى منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تنفذها شركات صينية، والتي جرى نقشها على عملة 50 قرشًا، بوصفها رمزًا ملموسًا لثمار التعاون بين البلدين.
وتطرقت المتحدثة الصينية إلى الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، واصفة إياها بأنها اجتماع مفصلي لا يهم الصين وحدها، بل يهم شركاءها حول العالم، ومن بينهم مصر، لكونه حدد اتجاه التنمية في الصين خلال السنوات الخمس المقبلة، عبر إقرار «المقترحات بشأن الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية».
وأكدت أن التجربة الصينية في التخطيط طويل الأمد والتنمية المتدرجة تشكل نموذجًا ناجحًا، مشيرة إلى أوجه التشابه بين الرؤية الصينية والرؤية المصرية 2030، التي أطلقتها القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف تحسين مستوى معيشة المواطنين وتعزيز التنافسية الوطنية.
وأستطردت ماو نينغ ، في الشهر الماضي، اُفتتح المتحف الكبير بشكل رسمي، وأرسل الرئيس شي جين بينغ رسالة تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأوفد مبعوثا خاصا لحضور مراسم الافتتاح… وفي اليوم الأول لزيارتي هذه، زرت المتحف الكبير، حيث شعرتُ بعمق الحضارة المصرية القديمة وعظمتها.
وتابعت ماو نينغ ، حافظت الصين ومصر على تعاون متبادل المنفعة منذ فترة طويلة، حيث تبقى الصين كأكبر شريك تجاري لمصر لـ13 عاما متتاليا… وتعد الصين من أنشط المستثمرين في مصر وأسرعهم نموا، حيث بلغت قيمة الاستثمار 9 مليارات دولار».
وأكدت ماو نينغ «إن اتجاه التنمية في الصين سيؤثر على العالم كله، فالصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتسهم بنحو 30% من نمو الاقتصاد العالمي منذ سنوات… وكلما نما اقتصاد الصين بنقطة مئوية واحدة، يرتفع مستوى الإنتاج للاقتصادات الأخرى بـ0.3 نقطة مئوية».
وأوضحت «كان أهم إنجازات الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين هو إقرار المقترحات بشأن الخطة الخمسية الخامسة عشرة… فمنذ عام 1953، نفذت الصين 14 خطة خمسية على التوالي، وابتداء من العام المقبل ستطلق الخطة الخمسية الخامسة عشرة».
وتابعت «بفضل هذا الكفاح خطوة بعد خطوة ومرحلة بعد مرحلة، تحولت الصين من دولة فقيرة إلى أكبر دولة صناعية وثاني أكبر اقتصاد في العالم . ويمكن القول إن تاريخ الخطط الخمسية هو تاريخ التنمية للصين الجديدة».
وأوضحت ماو نينغ «لدى الصين ومصر رؤى وأنظمة متشابهة . وكما يقال في مصر إن الأهرامات تُبنى حجرا حجرا، ويقول الصينيون إن المنصة المرتفعة تُبنى بتراكم التراب , ونؤمن بأننا قادرون على تحويل الرؤية إلى الواقع طالما نسير في الاتجاه الصحيح وبخطوات ثابتة».
وأكدت ماو نينغ ، بكين حريصة على تعميق شراكتها الاستراتيجية مع القاهرة، وتعزيز الحوار الحضاري والتنموي بين البلدين، في ظل متغيرات دولية متسارعة وتحديات اقتصادية عالمية متشابكة. مؤكدة ، إنجازات الصين خلال خمس سنوات ترسخ أسس الخطة الخمسية الجديدة وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون مع مصر والعالم
وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إن الصين حققت خلال السنوات الخمس المنصرمة إنجازات شاملة وغير مسبوقة على المستويات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والبيئية، ما يوفر قاعدة صلبة للانطلاق نحو تنفيذ الخطة الخمسية الخامسة عشرة، مؤكدة أن هذه الإنجازات لا تعود بالنفع على الصين وحدها، بل تسهم في دعم النمو العالمي وتعزيز التعاون مع الشركاء، وفي مقدمتهم مصر.
وأكدت ماو نينغ أن الاقتصاد الصيني حقق قفزة كبيرة، حيث حافظ على معدل نمو بلغ 5.5% خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع أن يصل حجم الاقتصاد إلى نحو 140 تريليون يوان (حوالي 19.4 تريليون دولار) هذا العام، بزيادة تتجاوز 35 تريليون يوان، أي ما يفوق حجم اقتصاد ألمانيا بالكامل .
وأشارت إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي تجاوز 13 ألف دولار لعامين متتاليين، بزيادة 25% مقارنة بعام 2020، موضحة أن الصين أصبحت أكبر دولة في تجارة السلع، وثاني أكبر دولة في تجارة الخدمات، وأسهمت بنسبة 11.9% من الاستثمار العالمي خلال العام الماضي.
وأضافت أن هذه المؤشرات تؤكد أن الصين ظلت «المصدر الأكثر استقرارًا وموثوقية لنمو الاقتصاد العالمي» خلال السنوات الخمس الماضية.
ريادة في الابتكار العلمي والتكنولوجي
وأوضحت المتحدثة الصينية أن بلادها حققت إنجازات بارزة في الابتكار العلمي، حيث احتلت المرتبة الثانية عالميًا في الإنفاق على البحث والتطوير، وتصدرت العالم في عدد براءات الاختراع والتجمعات التكنولوجية والباحثين والمقالات العلمية المؤثرة.
كما أشارت إلى صعود الصين في مؤشر الابتكار العالمي من المركز الـ14 إلى المركز الـ10، وتحقيق اختراقات نوعية مثل بناء محطة «تيانقونغ» الفضائية، وجمع عينات من الجانب البعيد للقمر لأول مرة في التاريخ، والتشغيل التجاري للطائرات والسفن السياحية المحلية الصنع، إلى جانب تطوير نماذج متقدمة للذكاء الاصطناعي مثل نموذج «DeepSeek».
تحسن ملموس في رفاهية الشعب
وأكدت ماو نينغ أن الصين نجحت عام 2021 في القضاء على الفقر المدقع، محققة هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة قبل عشر سنوات من موعده، لافتة إلى أن أكثر من 800 مليون صيني خرجوا من دائرة الفقر منذ عام 1978، وهو ما يمثل 70% من إنجازات مكافحة الفقر عالميًا.
وأضافت أن متوسط الدخل القابل للتصرف تجاوز 40 ألف يوان، وارتفع عدد السيارات لكل مئة أسرة، كما غطى نظام التأمين الصحي والتقاعدي 95% من السكان، وارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 79 عامًا، مع توفير 12 مليون فرصة عمل جديدة سنويًا في المدن.
التحول الأخضر وبناء الصين الجميلة
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الصينية إلى أن بلادها أنشأت أكبر منظومة للطاقة المتجددة في العالم، وتصدرت عالميًا في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأسهمت الطاقات النظيفة في توليد ثلث الكهرباء.
كما ارتفع الغطاء الحرجي إلى 25%، وتحسنت جودة الهواء في المدن، حيث بلغت نسبة الأيام ذات الجودة الجيدة 87%، مؤكدة أن «السماء الزرقاء في بكين لم تعد أمرًا نادرًا، بل أصبحت حالة طبيعية».
أهداف الخطة الخمسية الخامسة عشرة
وأوضحت ماو نينغ أن الخطة الخمسية الخامسة عشرة تستهدف تحقيق تقدم حاسم في مسيرة التحديث الاشتراكي بحلول عام 2035، من خلال سبعة محاور رئيسية، تشمل التنمية عالية الجودة، وتعزيز الاستقلال التكنولوجي، وتحسين مستوى معيشة الشعب، وتسريع التحول الأخضر، وبناء منظومة أمن قومي أكثر متانة.
وأضافت أن هذه الخطة تشكل «جداول قطارات» واضحة لمسار التنمية الصينية، يمكن من خلالها للمواطنين والشركاء الدوليين استشراف الاتجاهات المقبلة بسهولة.
دور الصين عالميًا وبناء مجتمع ذي مصير مشترك
وشددت ماو نينغ على أن الصين تسعى إلى ربط تنميتها بتنمية العالم، من خلال مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، والحوكمة العالمية، مؤكدة أن هذه المبادرات تقدم «الإجابة الصينية» عن سؤال مستقبل النظام الدولي .
وأضافت أن الصين تدعم التعددية، وترفض الأحادية والهيمنة، وتسعى إلى نظام دولي أكثر عدلًا وإنصافًا، مع تعزيز دور الدول النامية والجنوب العالمي في صنع القرار الدولي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية:«الإنجازات التي حققتها الصين خلال السنوات الخمس الماضية لم تأت بسهولة، بل جاءت نتيجة التغلب على تحديات جسيمة مثل الجائحة والضغوط الاقتصادية العالمية .




