مصر الورقة الرابحة في حل المعادلة الفلسطينية وإحلال السلام

مصر بقيادتها وشعبها على قلب رجل واحد إزاء كل ما يؤرق أمتها العربية من أزمات وتحديات وقد ظهر ذلك أمام الجميع خلال متابعتنا لما يجري للفلسطينيين في قطاع غزة حتى أصبحت القاهرة مركزا لاتخاذ ما يلزم من قرارات وصياغة ما يتم التوصل اليه من رؤى للتعامل مع الوضع شديد التعقيد الذي فرضه العدوان الاسرائيلي الأخير على شعب مكلوم أعزل.
طوال عشرين يوما تواصلت جهود القيادة السياسية لاحتواء الأزمة، وآخر هذه الجهود والمشاورات ما جاء في الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم من رئيسة وزراء الدنمارك مِتَه فريدريكسن، والذي بلور الرؤية المصرية تجاه الحل والتي تعتمد بصفة اساسية على الدفع في الوقت الحالي نحو وقف كافة الأعمال العسكرية، التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة.
واتساقا مع ما تقدم فقد أكد الرئيس السيسي خلال الاتصال على أن القاهرة مستمرة في مساعيها لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة وضمان نفاذها إلى قطاع غزة، وذلك لتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة، وقد عكس الاتصال تفاهما من الجانبين بشأن الخطورة البالغة للموقف وضرورة تجنب توسيع دائرة الصراع، لما لذلك من تداعيات إقليمية تهدد الأمن والاستقرار داخل المنطقة.
نقولها الآن بكل ثقة بل ويقولها العالم أجمع إن مصر هي الشقيقة الكبرى اعتمادا على الأفعال وليس مجرد كلام أو شعارات، وهذا ما عكسته تأكيدات رئيسة وزراء الدنمارك خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس السيسي عندما أشادت بالجهد الكبير للقيادة المصرية إزاء ما قدمته في هذا الملف وتكلل في النهاية بتنظيم قمة القاهرة للسلام.
ولم يقتصر الاهتمام بالقضية الفلسطينية على نطاق جغرافي محدد داخل القاهرة أو العاصمة الادارية او غيرها من المدن المصرية التي تشهد اقامة فعاليات سياسية ذات صلة بالقضية، بل حمل كل مسؤول مصري ملف فلسطين على عاتقه أينما حل أو ارتحل، فقد تابعنا اليوم نشاط رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في العاصمة البلجيكية بروكسل وتحديدا اللقاء الذي اجراه مع السيدة أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وذلك على هامش مشاركته ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى “البوابة العالمية” التي تنظمه المفوضية الأوروبية.
وهنا نشير إلى تأكيدات مدبولي عندما تطرق الحديث مع المسؤولة الاوربية إلى ملف غزة، حيث شدد رئيس الوزراء على أهمية وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع مشددا على استمرار المساعي المصرية لوقف التصعيد وانهاء معاناة الفلسطينيين داخل القطاع.
لقد أعلنت مصر رؤيتها للحل صريحة مدوية مؤكدة في الوقت نفسها التزامها بثوابت القضية والسعي نحو استعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، ليصبح لزاما على المجتمع الدولي العمل وفق هذه الرؤية حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل ضياع الفرصة وفوات الآوان.