مصر تشارك في قمة “تيكاد 9” باليابان.. وتؤكد على ضرورة تعزيز الأمن والتنمية في أفريقيا

عبدالرحمن ابودوح
شاركت مصر بوفد رفيع المستوى، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في الدورة التاسعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية “تيكاد 9″، الذي عُقد في مدينة يوكوهاما اليابانية. تأتي هذه المشاركة في وقت يشهد فيه العالم تحولات اقتصادية وسياسية متسارعة، وتواجه فيه القارة الأفريقية تحديات غير مسبوقة.
وفي تصريحات خاصة، أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المؤتمر يمثل فرصة هامة لتعزيز الشراكة بين اليابان وأفريقيا، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة التي تهدد مسيرة التنمية في القارة.
نقطة تحول لأفريقيا
وأشار السفير حجازي إلى أن “تيكاد 9” يأتي في ظل ظرف دولي مختلف، حيث تتعرض رؤى التعاون للتراجع أمام سياسات الحماية التجارية. ورغم هذه التحديات، يرى أن الأزمة تخلق فرصًا جديدة يمكن استغلالها لتحويل الاقتصاد الأفريقي من اقتصاد مستهلك إلى اقتصاد منتج، يندمج في الاقتصاد الرقمي ويحقق أهداف التنمية المستدامة.
جهود مصرية لتعزيز السلام والاستقرار
من جانبه، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي كلمة هامة خلال جلسة “السلم والأمن”، حيث أكد على أن التنمية في أفريقيا لن تتحقق بدون بيئة آمنة ومستقرة. وتناولت كلمته خطر النزاعات المسلحة والإرهاب، وتراجع مؤشرات الأمن الغذائي والمائي. كما دعا شركاء القارة، وعلى رأسهم اليابان، إلى مضاعفة الدعم لتعزيز قدرات القارة الأفريقية في مواجهة هذه التحديات.
وخلال الاجتماعات الثنائية على هامش المؤتمر، استعرض مدبولي جهود مصر في إعادة الإعمار وتثبيت السلام في مناطق النزاع، مثل جهودها في السودان وشرق الكونغو. كما أشار إلى أن مصر تستعد لاستضافة النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في أكتوبر القادم.
تعاون مصري ياباني متعدد الأبعاد
وعلى الصعيد الثنائي، عقد رئيس الوزراء المصري لقاءات مع مسؤولين يابانيين كبار، من بينهم محافظ طوكيو، لمناقشة تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية. وتم خلال هذه اللقاءات بحث سبل دعم مبادرة المدارس اليابانية في مصر، وتبادل الطلاب، وتدريب المعلمين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات النقل والتعليم.
ولفت السفير حجازي إلى أن العلاقات المصرية اليابانية تشهد تطورًا ملحوظًا، خاصة في المجال الثقافي، مشيرًا إلى مشاركة اليابان في بناء المتحف المصري الكبير، ودعمها لدار الأوبرا المصرية، فضلًا عن إقامة معرض للملك رمسيس الثاني حاليًا في اليابان، وهو ما يؤكد عمق الروابط الحضارية بين البلدين.
دعم القضية الفلسطينية
وحرص الدكتور مصطفى مدبولي على أن تكون مشاركته في المؤتمر فرصة لدعم القضية الفلسطينية، حيث أكد على أهمية التنسيق المشترك مع اليابان لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز قدرات الاقتصاد المصري في المجالات التي تتميز بها اليابان مثل التعليم، والصحة، والنقل.