مصر واندونيسيا.. تاريخ مشترك واحترام متبادل

بقلم اللواء محمد حسين
تعد العلاقات المصرية الاندونيسية نموذجاً للتكامل والشراكة الاستراتيجية بين بلدين مسلمتين لهما ثقلهما العالمي حيث شهد شهر ابريل من العام الحالي اتفاق الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ترقية العلاقات بين البلدين الى شراكة استراتيجية حيث ركز الإعلان المشترك على التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع والتعليم ولطاقة والثقافة والتكنولوجيا بالإضافة الى الأمن الغذائي حيث بلغت التجارة بين البلدين حوالي 107 مليار دولار في عام 2024 مقارنة ب 106 مليار دولار في العام السابق عليه وتتنوع التجارة بين النفط والغاز والفحم من اندونيسيا والمنتجات الزراعية من مصر كما ان هناك متزايد من رجال الاعمال الاندونيسيين بالسوق المصرية باعتبارها بوابة اندونيسيا الى القارة الافريقية من هنا تم الاتفاق على انشاء منطقة لوجيستية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالشراكة بين القطاع الثقافي والتعليم بعيداً عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين حيث تتزايد سنوياً اعداد الطلاب الاندونيسيين في جامعة الازهر فيما تواصل البعثات الازهرية العمل في اندونيسيا لتدريس العلوم الإسلامية كما تقيم السفارات بالقاهرة وجاكرتا فعاليات ثقافية ومعارض فنية لتقرير التفاهم والتنوع الشعبي بالإضافة الى المعارض التراثية كما تتعاون البلدان داخل منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز ولدعم القضايا ذات الاهتمام المشترك من ابرزها القضية الفلسطينية
ان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين علاقات متجذرة تاريخياً حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال اندونيسيا عن الاستعمار الهولندي عام 1945 وهو ما ترك اثراً بالغاً في وجدان الاندونيسيين
رغم ذلك هناك تحديات تواجه البلدين من أبرزها تحديات العمل على رفع مستوى التبادل التجاري وتوسيع التعاون التكنولوجي والتغلب على بعد المسافة الجغرافية بين البلدين.