موجة اعترافات دولية بدولة فلسطين ترفع عدد الدول المعترفة إلى 159 دولة

عبدالرحمن ابودوح
انضمت كل من المملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، وكندا، والبرتغال، وبلجيكا، ومالطا، ولوكسمبورغ، وأندورا، وموناكو، إلى قائمة الدول التي أعلنت رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، ضمن موجة دعم دولي متصاعد لحل الدولتين، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة تشهدها أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبهذه الخطوة، يرتفع عدد الدول التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين إلى 159 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة، في وقت يتوقع فيه مراقبون انضمام دول أخرى خلال الأيام المقبلة، في ظل الزخم الدولي المتزايد لدعم الحقوق الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
وتضم قائمة الدول المعترفة بدولة فلسطين قوى دولية بارزة تمتلك ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا، مثل روسيا، والصين، وتركيا، والهند، وجنوب إفريقيا، والبرازيل، والمكسيك، والسويد، والنرويج، وإسبانيا، والفاتيكان، وغيرها.
وكانت الجزائر أول دولة تعترف رسميًا بدولة فلسطين في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988، عقب إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية من العاصمة الجزائرية. وتبعها في ذلك عشرات الدول، فيما شهدت الأعوام 2010-2011 موجة اعترافات جديدة، تتجدد اليوم بزخم غير مسبوق.
وفي مقابل هذا التصاعد، ما زالت نحو 35 دولة ترفض الاعتراف بفلسطين، من بينها الولايات المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، ونيوزيلندا، وعدد من دول أوقيانوسيا، إلى جانب إسرائيل التي أعلنت رفضها القاطع للاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكدًة على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل ستواصل بناء المستوطنات ولن تكون هناك دولة فلسطينية”.
الخارجية: الاعترافات خطوات قانونية ملزمة وتفتح آفاقًا جديدة لفلسطين
وفي تعليقه على التطورات الأخيرة، أوضح مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، السفير عمر عوض الله، أن الاعترافات الأخيرة تمثل “خطوات عملية وقانونية لا رجعة فيها”، مؤكدًا أنها تعني الاعتراف بالشعب الفلسطيني وقيادته وحدوده وحقوقه، كما تمثل التزامًا بدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار عوض الله إلى أن الاعتراف الرسمي من قبل هذه الدول سيؤدي إلى تحويل الممثليات والمكاتب الفلسطينية فيها إلى سفارات رسمية تتمتع بكافة الحقوق والحصانات الدبلوماسية، ما يعزز من قدرة السفراء الفلسطينيين على أداء مهامهم القانونية والسياسية.
وأكد أن الحكومة الفلسطينية جاهزة لاستقبال هذه الدول لفتح سفاراتها، مشددًا على أن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، مع إمكانية فتح السفارات مؤقتًا في رام الله إلى حين تحقيق الاستقلال الكامل.
انعكاسات اقتصادية وسياسية مباشرة
وأشار السفير عوض الله إلى أن الاعترافات الجديدة سيكون لها تأثير مباشر على تطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول المعترفة، ما يسهم في تمكين الحكومة الفلسطينية ماليًا في ظل الحصار المالي والسياسي المفروض.
وأضاف أن هذه الخطوات ستعزز من قدرات فلسطين على تطوير مؤسساتها وبناها التحتية وفق المعايير الدولية، ما يعزز من مكانة الدولة الفلسطينية على الساحة العالمية، ويزيد من الضغط على الاحتلال لإنهائه.
كما لفت إلى أن الاعترافات الأخيرة تدعم الجهود القانونية الدولية، بما فيها ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الوطنية للدول المعترفة، وتفعيل الآليات الدولية لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه.
دعوة لاستثمار الزخم الدولي ومبادرة باريس-الرياض
وفي ختام تصريحاته، عبّر عوض الله عن أمله في أن تُسهم هذه الموجة من الاعترافات في دفع مزيد من الدول لاتخاذ الموقف ذاته، مشددًا على أهمية البناء على المبادرة الفرنسية-السعودية التي تقود الحراك الدولي لتطبيق حل الدولتين، باعتباره “الحل الوحيد لضمان الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة”.