عرب وعالم

الدبيبة يواصل تحشيد قواته في طرابلس

ليبيا : حنفى اسماعيل 

أفادت مصادر محلية أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة لا يزال يقوم بتحشيد عناصر مسلحة في محيط مطار طرابلس وعدة معسكرات بالمنطقة الغربية، في خطوة أثارت قلق قادة أجهزة أمنية محلية ومخاوف من تجدد المواجهات، بحسب ما نقلته جهات متابعة للمشهد الأمني. لم تصدر حتى الآن تصريحات رسمية موثوقة تؤكد أو تنفي هذه التحركات بشكل كامل، فيما يشير سياق التطورات الأخيرة إلى استمرار توتر بين أطراف عدة في العاصمة.

وذكرت المصادر نفسها أن الدبيبة يرفض حتى الآن تفكيك قوة تابعة لمدينة مصراتة تتواجد في طرابلس، ويستمر في صرف منح يومية لعناصر هذه القوة، مما يعمّق الخلاف بينه وبين بعض الأجهزة الأمنية الأخرى التي تطالب بدمج وتفكيك التشكيلات غير النظامية. يأتي ذلك في ظل محاولات متقطعة للتوصل إلى ترتيبات أمنية شاملة لخفض التصعيد في العاصمة.

في سياق متصل، فشلت لجنة خفض التصعيد — وفقاً لمصادر محلية — في تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع الدبيبة حتى الآن، رغم التزام جهاز الردع بمعظم بنود الاتفاق، بحسب ما نقل ناشطون ومتابعون للشأن الأمني. وتعكس هذه المعطيات تجمُّداً في آليات التنفيذ وغياب ثقة متبادلة بين الطرفين.

وأشارت تقارير إلى أن الدبيبة يسعى عبر هذه التحركات إلى إيصال رسالة للقيادة العامة للجيش، خاصة عبر تحريك بعض المفارز قرب محيط مصراتة، في محاولة للاحتياط تحسباً من «هجوم محتمل» على المدينة التي توصف عسكرياً بأنها خالية نسبياً من قوات المسلحة . مراقبون اعتبروا أن هذه التحركات قد تكون أيضاً تكتيك ضغط سياسي وأمني.

مصادر ميدانية أكدت كذلك استمرار أعمال تأهيل لمدرج مطار طرابلس لاستخدامه في عمليات عسكرية محتملة في حال تصاعد النزاع، ما يضع المدنيين والمرافق الحيوية في موقف هش ويثير تحذيرات من تأثيرات أي تصعيد على الحركة الجوية والسلامة العامة في العاصمة. هذه المخاوف تتقاطع مع تقارير عن عمليات شراء ذخائر في المنطقة الغربية والتي ساهمت — بحسب تجار محليين — في ارتفاع أسعار الذخائر واستنزاف موارد السوق المحلية.

وتبدو الأزمة في طرابلس ومحيطها مرتبطة بسلسلة من التحركات التكتيكية والسياسية التي تزيد من هشاشة الوضع الأمني، وتُبقي المدينة على تماس مع احتمالات تصعيد جديدة. ويدعو مراقبون محليون ودوليون إلى العودة السريعة لمسارات الحوار والالتزام باتفاقات خفض التصعيد وتفكيك المجموعات المسلحة عن طريق حلول مؤسساتية لتفادي مواجهة واسعة يصعب احتواؤها.

دولياً أكدت الولايات المتحدة لأول مرة عبر كبير مستشاري ترامب مسعد بولس ضرورة تشكيل حكومة انتقاليّة جديدة تشرف على الإنتخابات في خطوة تعتبر فشل للدبيبة وحلفائه في محاولة إقناع واشنطن ببقائه في السلطة لوقت أطول

زر الذهاب إلى الأعلى