الرئيسيةمقالات الرأي

خالد ابو شرخ يكتب : حين نتوحد نصير شعبا لا يهزم

 

فلسطين … بقلم : خالد ابو شرخ

عندما نتوقف عن تقسيم انفسنا الى لاجيء ومواطن ونتوقف عن فرز بعضنا الى ضفاوي وغزاوي وعندما نمحو من السنتنا كلمات تشرذمنا اكثر مما توحدنا عندها فقط نبدأ اول خطوة حقيقية نحو ان نكون شعبا لا يكسر

 

نحن لسنا الوانا متنافرة ولسنا لهجات متخاصمة ولسنا مناطق متباعدة نحن شعب واحد دمه واحد المه واحد حلمه واحد وعلمه واحد

 

اللون الاحمر لا يجب ان يرمز لحزب

الاخضر لا يجب ان يرمز لفصيل

الاصفر لا يجب ان يكون هوية

والاسود ليس راية غضب

كلها يجب ان تعود الى مكانها الطبيعي

لون علم فلسطين علم واحد لشعب واحد

 

وغزة اليوم تكتب بدمها ان الوحدة ليست شعارا بل ضرورة حياة فغزة التي تتعرض للحصار وللتجويع وللتدمير وللتطهير ولحرب ابادة مفتوحة لا تبحث عن كلمات عزاء بل عن شعب يقف كتفا بكتف لتحويل الألم الى قوة ولتحويل الدمار الى اعمار ولتحويل الاستهداف الى نهضة جديدة

 

عندما نتذكر مشاهد الاطفال والبيوت المهدمة والناس التي تحارب للبقاء نفهم تماما ان التفرقة ليست مجرد خطأ بل خيانة لحاجتنا للبقاء وخيانة لحلمنا في حياة كريمة هذا الوقت ليس وقت اختلافات ولا وقت تقسيمات هذا الوقت وقت ان نكون جسدا واحدا يواجه محنة واحدة ويصنع مستقبلا واحدا

 

عندما نسقط هذه الحواجز الوهمية سنكتشف اننا لم نكن بحاجة لكل هذا الشتات الداخلي وان ما كان يفرقنا لم يكن يوما اكبر مما يجمعنا

 

عندما لا نعود نسأل من اين انت

بل نسأل ماذا نستطيع ان نبني معا

عندها يصبح الوطن مشروعا لا خلاف عليه بل قدرا نتقاسمه

 

عندما نتوقف عن توزيع شهادات الدين والوطنية على بعضنا

هذا مؤمن وهذا كافر

هذا وطني وهذا خاين

كاننا نمتلك مفاتيح السماء او مفاتيح الوطن

الحقيقة ان من يحب وطنه حقا لا يبحث عن عيوب في اخيه بل عن يد تمسك بيده

 

نحن اليوم امام لحظة فارقة اما ان نتحد فنحمي ما تبقى من وطننا ونفتح باب الاعمار ونمنع مشاريع التصفية والتفتيت او نستمر في خلافات صغيرة تتيح لغيرنا ان يكتب مصيرنا

 

الوطن ليس في العدد بل في الوحدة

وليس في الشعارات بل في الافعال

وليس في التاريخ بل في ما نصنعه اليوم كي يعيش هذا التاريخ مرة اخرى

 

نحن نستطيع ان نكون اقوى شعب حين نفهم ان الاحتلال يكبر بتفرقنا ويصغر بتماسكنا وان الغد لا يصنع بالصوت العالي بل بالكتف الى الكتف وان فلسطين لا تريد منا قصائد ولا خطابات ولا صورا بل تريد شيئا واحدا فقط

ان نكون كما خلقنا شعبا واحدا

 

حين نقرر ذلك بصدق لا بلساننا فقط

ساعتها نصبح قوة لا يستطيع العالم الا ان يحترمها

ساعتها نبني وطنا من حجر ومن كرامة ومن يدين لا تفلت بعضهما ابدا

ساعتها نتحول من شعب يعيش المأساة الى شعب يكتب معجزته بيده

 

فلسطين لا تنتظر منا اكثر من ذلك ولا تستحق اقل من ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى